في خطوة تعكس طموحاً متجدداً لتعزيز الحضور الدولي لواحد من أهم الأحداث الثقافية في أميركا الجنوبية، تستعد “مؤسسة الكتاب” لتنظيم الدورة الخمسين من معرض بوينس آيرس الدولي للكتاب، التي ستقام من 23 أبريل إلى 11 مايو 2026 في مركز “لا روغال” للمعارض. وأكد كريستيان راينوني، رئيس المعرض، أن العمل جار على تقديم ملتقىً كبيراً للقراء في دورة تحمل رمزية تاريخية، سواءً من حيث برنامج التنظيم أو الفعاليات الجديدة التي سترافق النسخة المقبلة.
وتشهد دورة عام 2026 طابعاً مختلفاً منذ لحظة الافتتاح، إذ سيكون ضيف الشرف جمهورية بيرو، فيما يستبدل الخطاب الافتتاحي التقليدي بنقاش ثقافي يجمع ثلاثاً من أبرز الأصوات الأدبية الأرجنتينية: غابرييلا كابيثون كامارا، وليلى غيرييرو، وسيلفا ألمادا. ويأتي هذا التوجّه إحياءً لمحور أول دورة أقيمت عام 1975 تحت شعار “من المؤلف إلى القارئ”، والتي أصبحت منذ ذلك الحين إحدى الركائز الفكرية للمعرض.
وشدّد راينوني على أن نجاح المعرض يرتكز على مؤلفيه الذين يمنحونه مكانته، وعلى جمهوره الذي يصنع عظمته، مشيراً إلى تزايد حضور الأطفال والشباب عاماً بعد آخر. ورغم انخفاض عدد الزوار بنسبة طفيفة بلغت 9.53% عام 2024، فإن تخطي حاجز المليون ومئة ألف زائر اعتُبر مؤشراً إيجابياً في ظل الظروف الاقتصادية للبلاد.
وتتضمن الدورة الخمسون مبادرات جديدة في مجالات دعم القراءة والتعليم، أبرزها إطلاق برنامج قسائم شراء الكتب للمدارس بمساهمة أولية قدرها 200 مليون بيزو، على أن يتوسع البرنامج بشراكات مع المؤسسات الوطنية والمحلية. كما يجري التخطيط لبرنامج مشابه مخصص لكبار السن. وسيتضمن المعرض جناحاً خاصاً باليوبيل الذهبي، يتوزع على خمسة محاور استراتيجية تشمل معارض فنية، وعروضاً موسيقية، وتجارب غامرة، وبرمجة موجهة للأطفال واليافعين.
وقبيل الافتتاح الرسمي، يستضيف المعرض مجدداً “الأيام المهنية” من 21 إلى 23 أبريل بمشاركة ناشرين ووكلاء أدبيين من أكثر من 30 دولة، فيما ستُقدَّم الدورة المرتقبة هذا الأسبوع في معرض غوادالاخارا الدولي للكتاب ضمن جهود الترويج الدولية.



