يتواصل المعرض الدولي الحادي عشر للكتاب في باكو حتى السابع من أكتوبر 2025، بمشاركة أكثر من 180 دار نشر ومؤسسة ثقافية من أذربيجان ونحو 20 دولة حول العالم. ويُقام المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة الأذربيجانية في مركز باكو للمعارض، ليشكّل أحد أبرز المنصات الثقافية في منطقة القوقاز، جامعاً بين الإبداع الأدبي والنشر الرقمي. ويهدف الحدث إلى ترسيخ مكانة الكتاب كأداة للتفاهم الإنساني، وتشجيع الحوار بين الثقافات عبر سلسلة من الفعاليات الفكرية وورش العمل والعروض المخصصة للأطفال واليافعين.
ويقدّم المعرض برنامجاً متنوعاً يجمع بين التقاليد الأدبية العريقة والحلول المبتكرة في عالم النشر، من خلال ندوات تناقش مستقبل القراءة في ظل التحوّل الرقمي، ومعارض فنية تحتفي بالكتاب بوصفه عملاً بصرياً وثقافياً في آن واحد. كما يشهد حضوراً لافتاً للكُتّاب والرسامين والمترجمين الشباب، الذين يعرضون أعمالهم الأولى في تجربة تُثري المشهد الثقافي المحلي وتمنحه بُعداً معاصراً. وتواكب الأنشطة الفكرية للمعرض اهتماماً متزايداً من الجمهور، إذ تحوّل الحدث إلى مساحة لقاء بين الأجيال، تجمع القرّاء القدامى مع ناشئةٍ اكتشفوا شغفهم بالكتاب في زمن الشاشات.
ومن أبرز الفعاليات التي استقطبت اهتمام الزوار هذا العام، تقديم كتاب توثيقي بعنوان “خمسون عاماً بعد أكينتشي” بمناسبة مرور 150 عاماً على الصحافة الوطنية في أذربيجان، ويتناول العمل تطور المطبوعات والصحافة الأدبية منذ عام 1875، ويضم وثائق وصوراً أرشيفية نادرة تسلّط الضوء على الدور الذي لعبه الكُتّاب والصحافيون في تشكيل الوعي الثقافي الوطني. وقد شهد حفل الإطلاق حضور شخصيات أدبية وإعلامية بارزة، إلى جانب عدد من الأكاديميين الذين أشادوا بقيمة هذا العمل في حفظ الذاكرة التاريخية للأدب الأذربيجاني الحديث.
ويمثل المعرض، الذي يستقطب عشرات الآلاف من الزوار سنوياً، فرصةً لتعزيز حضور النشر الأذربيجاني على الساحة الدولية، وفتح قنوات جديدة للتعاون مع مؤسسات النشر والمكتبات في أوروبا وآسيا والعالم العربي. كما يُبرز الحدث التطور المستمر في صناعة الكتاب داخل أذربيجان، من حيث جودة الطباعة، وتنوع الإنتاج، وتزايد الإقبال على الترجمة والنشر المشترك. وبين أجنحة الكتب القديمة والإصدارات الحديثة، يواصل المعرض مسيرته بوصفه جسرًا ثقافيًا بين الشرق والغرب، واحتفاءً مستمرًا بالكلمة باعتبارها ذاكرة الشعوب وأفقها الإنساني المشترك.



