أكد طارق البلبل، الرئيس التنفيذي لدار بوكلافا اللبنانية لنشر الكتب الصوتية، أن “دور النشر التقليدية القديمة بحاجة إلى التغيير قبل مواجهة خطر الخروج من السوق”. جاء ذلك خلال جلسة نقاشية ضمن المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي للناشرين الذي أقيم في العاصمة الأردنية عمّان يومي 30 سبتمبر و1 أكتوبر 2019.
وقال البلبل في كلمة حظيت بثناء الحضور: “إن السبيل الوحيد لنجاة دور النشر التقليدية يكمن في العمل مع رواد الأعمال الجدد، وإلا سيجدون بأن “أمازون” قد التهمت الكعكة بالكامل”. وتابع بأن هناك عقليتان سائدتان في السوق، هما العقلية القديمة والعقلية الجديدة، والأمر لا يتعلق بالعمر، فقد تجد بعض الناشرين الشباب يفكرون بالطريقة التقليدية.
وتحدث البلبل خلال كلمته عن دور التكنولوجيا في التغلب على الأمية وتعزيز ثقافة القراءة. وعندما سألته مديرة الجلسة نور الحسن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ترجمة”، عن رأيه بمستقبل الكتب المطبوعة، لم يقلل البلبل من أهميتها، وقال: “أعتقد بأننا جميعاً مستهلكين لكافة الخيارات في الوقت الحالي، فبعض الأحيان نريد قراءة كتاب، وأحياناً نرغب بقراءة مجلة. وأعتقد بأن الكتب المطبوعة ستبقى، ولكننا يجب علينا جميعاً أن نكتب بصيغ وأشكال مختلفة، وأن ندرك طبيعة العالم الذي يحيط بنا اليوم، مثل تطبيقات نيتفلكس وواتباد”.
أما إليزابيث وود، مدير أول النشر والابتكار في “وورلد ريدر”، المنصة التي تُقدم الكتب الإلكترونية للهواتف المحمولة في أفريقيا، فأبدت تأييدها للكتب الرقمية، رغم رغبتها في رؤية المزيد من الكتب المطبوعة. فيما قالت راما كيالي، الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة المفكرون الصغار المختصة بالنشر التعليمي وتوفير المصادر التعليمية، أن القضية المهمة تتمثل في الوصول، فعندما يكون في مقدور الأطفال في منطقتنا مشاهدة المحتوى، فإن تعاملهم مع الكتب الورقية لن يكون أمراً سهلاً.
وأكد البلبل على ضرورة تأقلم الناشرين مع التغييرات واكتساب المزيد من المهارات، وعلى ضرورة عمل الخريجين المتفوقين في مجال النشر بدلاً من التوجه إلى “جوجل”. وقال: “لماذا يحدث ذلك؟ إلى حد ما بسبب القيادة القديمة لهذه الشركات، أو ربما لأن هذه الشركات عائلية ولا تتيح الارتقاء المهني”.