يبدو أن حالة الحراك التي يشهدها العالم في ظل تفشي وباء فيروس كورونا لم تعد قاصرة على أوساط العاملين في القطاع الصحي والسياسيين حول العالم، لا سيما بعد الزخم الذي شهدته صناعة النشر منذ الإعلان عن الفيروس، حيث أعلن موقع أمازون عن امتلاء متجره الإلكتروني بالعديد من الكتب الركيكة بل والمسروقة التي تتناول طرق محاربة الفيروس.
وقال موقع أمازون، عملاق التجارة الإلكترونية الأمريكي، إنه شرع بالفعل في إزالة عشرات الآلاف من المواد التي نشرها محتالون بهدف رفع أسعار بعض السلع مثل أقنعة الوجه ومعقمات الأيدي. ويخوض الموقع الآن معركة خاسرة ضد الكُتاب الذين سارعوا إلى عرض كتب ذاتية النشر على أمازون بغية تحقيق أرباح سريعة، مستغلين مخاوف الأشخاص من فيروس كورونا. وبشكل عام، شهدت الأسابيع القليلة الماضية نشر عشرات الكتب التي لا تتجاوز في مجملها 100 صفحة حول الطرق المناسبة لمنع انتشار الفيروس وتجنب الإصابة به.
وجاء على قائمة أبرز الكتب المرفوضة كتاب “Corbi Yang’s Coronavirus”، الذي يزعم مؤلفه أنه يتناول طرق التعرف على هذا الفيروس والإجراءات المتخذة إزائه حتى الآن، لكن الكتاب المكون من 44 صفحة لا يعدو في حقيقته أكثر من نصوص مأخوذة مباشرة من صفحات الإنترنت دون احترام لحقوق الملكية الفكرية.
وشملت القائمة كذلك كتاب “قصة تفشي كورونا في ووهان 2020 “، الذي يتألف من 99 صفحة ويدّعي مؤلفه أن محتواه مستقى من بيانات وأبحاث سريرية موثوقة من أجل مساعدة القارئ على تكوين صورة شاملة حول الفيروس المنتشر بشكل كبير اليوم، بينما لم يتضمن الكتاب أكثر من تقارير متاحة بالفعل على الإنترنت.
وظهر كتاب آخر بعنوان ” فيروس كورونا ووهان” لمؤلفته تريسي رينهارت، التي استغلت أخبار شبكة “إن بي سي” الإخبارية حول الأزمة في تأليف كتابها المذكور، بينما نجد أن محتواها ليس إلا نقلًا مباشرة للأسئلة الأكثر شيوعًا على مواقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها حول العالم.
ولطالما دأب أمازون على إزالة أي كتب من متجره لا تتوافق مع سياسة الموقع، الذي يكافح منذ فترة طويلة لوقف محاولات المحتالين من مؤلفي الكتب الإلكترونية لعرض كتب مسروقة على متجره. وكانت قضية سرقة المحتوى قد أثيرت العام الماضي عندما اتهم أحد الروائيين البرازيليين بسرقة عشرات الأعمال الأدبية لكتّاب معروفين، ومازالت مثل هذه القضايا تحدث كل يوم.
المصدر: جريدة “الجارديان”