يصادف السادس من يناير ذكرى ميلاد جبران خليل جبران، الأديب والشاعر الذي مازال صدى إرثه يتردد إلى اليوم باعتباره أحد أكثر الأصوات شهرة في الأدب العربي الحديث عبر الأجيال والحدود الجغرافية. وبفضل أسلوبه الفريد في النثر، فتح جبران المولود عام 1883 العالم أمام الفكر الأدبي العربي، ودمج الفكر الشرقي مع المُثل الغربية.
ويُعد كتاب “النبي”، الذي نُشر عام 1923، العمل الأكثر شهرة لجبران، حيث تُرجم إلى أكثر من 100 لغة، ما يجعله أحد أكثر الكتب قراءة في القرن العشرين. وفي اللغة الإنجليزية، يتجاوز هذا العمل حدود اللغة من خلال قوة التواصل مع ثقافات الآخرين. ولا تزال تأملاته في الحياة والحب تتردد صداها لدى القراء والكُتّاب في كل مكان.
كانت كتابات جبران العربية، ولا سيما “الأجنحة المتكسرة” (1912)، من أيقونات النهضة الأدبية العربية في القرن العشرين. من خلال استكشاف موضوعات الحب والمجتمع، أثبتت هذه الرواية القصيرة الرمزية أن مؤلفها من عباقرة الأدب، خصوصاً أنها ركزت على الإصلاح الاجتماعي والحرية الفردية.
امتد تأثير جبران إلى ما هو أبعد من المؤلفات والرسائل. فبصفته أحد الأعضاء المؤسسين للجمعية الأدبية “الرابطة القلمية” في نيويورك، صاغ روابط ثقافية بين الشرق والغرب، ويقف إرثه اليوم كشهادة على القوة الدائمة للتعبير الفني والتبادل بين الثقافات، وتشجيع الأجيال على البحث عن الجمال والحقيقة في الكلمة المكتوبة.