انضمت مجموعة من الناشرين وبائعي الكتب والوكلاء والمنظمات الأدبية على جانبي المحيط الأطلسي إلى الحشود الغاضبة والداعمة للتغيير في أعقاب مقتل رجل أمريكي أعزل من أصل أفريقي يدعى جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة في مينيابوليس.
وتبرعت شركة هاشيت للنشر في المملكة المتحدة بمبلغ 10000 جنيه إسترليني لصالح كل من حملة العائلات والأصدقاء المتحدة، وهو تحالف من عائلات وأصدقاء أولئك الذين لقوا حتفهم في مقرات الاحتجاز الشرطية وسجون التوقيف، وصندوق “الأنديز التضامني”، الذي يساعد الناشرين المستقلين على تجاوز الآثار التي خلّفها فيروس كورونا على قطاع النشر.
وفي بيان مطول وقوي، قال الرئيس التنفيذي لشركة هاشيت في المملكة المتحدة ديفيد شيلي: “لقد شاهدنا جميعًا الأحداث التي توالت بعد مقتل جورج فلويد، آخر ضحايا سلسلة الحوادث المروعة، والتي خلّفت لدينا مزيدًا من مشاعر الصدمة والحزن والغضب. يُفترض أننا تجاوزنا تلك العصور التي كان فيها البعض يخشى على سلامته الشخصية بسبب لون بشرته، لكن من الواضح أن الأمر لم ينتهِ بعد. من الصعب تخيّل ما يشعر به مجتمع السود، ومع استمرار مثل هذه الفظائع، باتت الحاجة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى للوقوف معًا وتثقيف أنفسنا، وأن نقدم الدعم المالي متى أمكن لنا ذلك”.
وأضاف: “أردنا القيام بشيء ملموس للمساعدة في دعم وتعزيز عمل المنظمات التي تعمل من أجل ثقافة أكثر شمولاً، ولذلك قدمنا تبرعًا بقيمة 10000 جنيه إسترليني لحملة العائلات والأصدقاء المتحدة و10000 جنيه إسترليني إلى صندوق الأنديز التضامني”.
وأضاف: “إن الكتب هي من بين أقوى عوامل التغيير في العالم، وقد ساعدني كتاب ليلى سعد “أنا والعرق الأبيض المتفوق” على تعلّم الكثير عن العنصرية المؤسسية في العالم الذي نعيش فيه، وعلى إدراك الكثير حول تحيزاتي وافتراضاتي الخاطئة، وساعدني كذلك على فتح عيني على الحواجز الإضافية التي يواجهها الملونون”.
وعلى صعيد وكلاء النشر، نشرت راشيل ميلز من مؤسسة راشيل ميلز الأدبية في لندن، بيانًا أعربت فيه عن دعمها الكامل للكُتاب في معركتهم ضد العنصرية ونيل حقوق السود التي يعتبرها الكثيرون أمراً مفروغاً منه.
وعلى الجانب الآخر، أصدرت مؤسسة “بنجوين راندوم هاوس” بيانًا على صفحتها الرئيسية، قالت فيه: “نقف ضد العنصرية والعنف تجاه مجتمع السود، وسنتضامن مع كل من يناضل من أجل العدالة العرقية في جميع أنحاء العالم”، مشيرة إلى أنها ستتيح لقرائها مجموعة من الكتب والموارد المناهضة للعنصرية لتثقيفهم حول هذه القضية وتشجيعهم على التصدي لها.
وفي الولايات المتحدة، عرضت العديد من المكتبات المستقلة على المتظاهرين الاحتماء بها أو الحصول على الإسعافات الأولية، فيما امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بمنشورات تحث الجمهور على التسوق في المكتبات المملوكة للسود، وشهدت مبيعات الكتب المعادية للعنصرية انتعاشًا ملحوظًا في جميع أنحاء البلاد.
وقالت “كلمات بلا حدود”، وهي مجلة إلكترونية مكرسة للأدب الدولي: “اليوم نستخدم منصتنا للتضامن مع المناضلين من أجل إنهاء عنف الشرطة وجميع أشكال القمع ضد السود، وسنفكر مليًا في كيفية مواصلة هذا الالتزام وتعميقه في المستقبل.”.