“لوحات من الحياة” أحدث إصدارتها الأدبية
تعودت الكاتبة السورية شيرين رماح ممارسة الكتابة منذ نعومة أظفارها، ولم تحاول أبداً أن تترك القلم يوماً، لتجمع شتات أدبها في كتابين، الأول حمل عنوان “إلى عصفوري المغرور” فيما جاء الثاني تحت عنوان “لوحات من الحياة” والذي بدا أكثر حرفية في رسالته، حيث تعتقد شيرين أن جمالية الكتابة الأدبية تتبلور من طبيعة التجارب الشخصية، والألم الذي يمر به الإنسان، معتمدة في ذلك على قاعدة “الإبداع يولد من رحم المعاناة”. ورغم انشغالها بأمور الحياة ومتطلبات العائلة، إلا أن شيرين تسعى للمحافظة على مداد قلمها، الذي يساعدها على تقديم رسائلها إلى القراء، ويمكنها من المضي قدماً نحو الأدب الواقعي.
سنوات طوال فصلت بين تجربتها الأولى والثانية، حيث قالت شيرين عن بداياتها: “أمارس الكتابة منذ صغري حينها كانت مجرد تجارب صغيرة وبدائية، ولكن في مرحلة المراهقة، بدأت موهبتي تتبلور أكثر، وتأخذ شكل النضوج، وتتجه نحو العمق، خاصة وأن معظمها كان نابعاً من تجارب شخصية، وملاحظاتي المختلفة التي اقتبسها من البيئة المحيطة بي، وعملت على جمع كافة كتاباتي في كتاب “إلى عصفوري المغرور” والذي رأى النور في 2001، عن دار “طلاس” للنشر، حيث كان ذلك الكتاب بمثابة خطوتي الأولى في طريق الاحتراف الأدبي”.
مسارات
لم يتوقف مداد شيرين رماح عند حدود كتابها الأول، فقد أغرقت نفسها في بحور القراءة وتدريب نفسها، وإخضاعها لورش عديدة، تتعلق بالتنمية البشرية، وذلك بهدف تعميق تجربتها الشخصية، والتي أفضت إلى إصدار كتابها الثاني “لوحات من الحياة”، حيث فضلت فيه أن تقرأ مسارات الحياة، لتتخذ منه سبيلاً نحو الأدب الواقعي. وعن ذلك قالت: “سعيت في كتاب “لوحات من الحياة” إلى التعامل مع الحياة بكل بساطة ومن دون تكلّف، ولذلك فضلت من خلاله تقديم مجموعة رسائل صغيرة كتبتها بلغة النثر، وقدمتها للقارئ حتى أعينه على مواصلة الحياة ومواجهة تحدياتها المختلفة”.
في كتابها “لوحات من الحياة” قدمت شيرين أكثر من 20 لوحة، بعضها أهدته إلى بلدها سوريا الذي انتلقت منه إلى الإمارات العربية المتحدة قبل نحو 5 سنوات، تعبر فيها عن حنينها إلى الوطن ومدينتها وبيتها، وشوارع الشام وأزقتها التي قضت فيها سنوات طفولتها. وقالت: “في هذا الكتاب، وضعت خلاصة خبرتي في الحياة، وصغتها على شكل لوحات مستقلة، استوحيت معظمها من طبيعة الحياة الواقعية، والظروف التي مررت بها، والحكايات التي تناهت إلى مسامعي، واعتقد أن معظم ما مررت به من تجارب، غالبية الناس مروا بها، ولكن الفرق أن البعض عرف جيداً طرق التعامل مع هذه التجارب، وحولها إلى نقطة إبداع، وبداية جديدة للانطلاق منها نحو حياة أفضل”. وأضافت: “معظم اللوحات التي قدمتها في كتابي، تمس حياة الناس مباشرة، وتناولت فيها عملية التحول التي نشهدها حالياً، والاختلاف الذي نعيشه في الوقت الراهن، مقارنة مع السابق، كما حاولت التركيز على طبيعة هذا التغيير وما أحدثه في الدورة الحياتية للمجتمعات العربية، في وقت تمكنت فيه مواقع التواصل الاجتماعي من فرض سطوتها علينا، وتغلغلها في تفاصيل حياتنا، وأجبرتنا على الاهتمام بالشكليات والاستعراض، من دون الالتفات بالعمق، ولذلك اعتبر دائماً أن الأدب الواقعي هو الأقرب إلى قلوب الناس”.
مقالات
بين كتابها الأول والثاني فرق شاسع، وعن ذلك قالت شيرين: “الفرق بين الكتابين يكمن في أن الأول كان عبارة عن مقالات اجتماعية، فيما الثاني جاء مختلفاً من حيث الفكرة وطريقة السرد، ولذلك جاء منتجاً أدبياً متنوعاً ومختلفاً، وحرصت أن يكون عملاً خفيفاً، بعيداً عن التصنع وصنوف الفلسفة”. وأشارت شيرين إلى أنها تمضي حالياً في إعداد مجموعة كتب جديدة، بعضها يتعلق بالتنمية البشرية، التي تبدي اهتماماً كبيراً فيها. وقالت: “لدي اهتمام واسع بالتنمية البشرية التي بحثت فيها طويلاً وقرأت كثيراً في هذا المجال، وحالياً أعكف على إعداد كتاب عن روعة الخالق والعقل البشري الذي يمتلك قدرات هائلة، الغالبية العظمى منها غير مستغلة، وأحاول في عملي أن أبيّن كيف يمكن توظيف العقل في تحقيق الخير والإنجازات الكبيرة”.