وجهت مجموعة من الناشطين في المملكة المتحدة تهمة التحيّز للمؤلفين البيض لأحد متاجر السوبر ماركت الكبرى الواقعة على طريق توتنهام السريع، حيث يخلو قسم الكتب في المتجر من أي كتب لمؤلفين من ذوي البشرة السوداء رغم توجيهات اتحادات الناشرين والمؤلفين وحتى نقابات موزعي الكتب بضرورة عرض كتب تعكس تنوع المجتمع البريطاني وقومياته المتعددة.
وأكد نيلز آبي، الكاتب والمؤسس المشارك لنقابة الكتّاب السود في المملكة المتحدة، أن توتنهام في شمال لندن كانت دائماً مركزًا للمؤلفين والقراء السود، لكنه تساءل عن سبب عدم انعكاس ذلك على رفوف قسم الكتب. وقال: “هذه منطقة شديدة الاختلاط ومتعددة الثقافات ويقيم فيها عدد كبير من أصحاب البشرة السوداء. بشكل عام، لا يوجد من يهتم هنا بشراء أحدث كتب بيرس مورغان [مقدم برامج تلفزيونية ومضيف برنامج حواري أبيض البشرة]، ولكن هناك قراء كثيرون يتطلعون لشراء إصدارات ديريك أووسو [كاتب بريطاني أسود]، وبالتالي يجب تصحيح هذا الخلل”.
وأضاف: “لا يعكس رف الكتب الموجود في هذا المتجر التنوع المحلي أو الوطني، بل يعبّر عن ممارسات تجارية تحمل نوعاً من التحيّز، ولا أعتقد أن أصحاب المتجر سألوا أنفسهم: هل هذا الأمر مفيد لعملائنا أم لا؟! فمثل هذه التوجهات في ترويج الكتب لا تخدم ثقافتنا ولا صناعتنا، وبالمقابل، لا تعكس تنوعنا الوطني والثقافي، ولو تم تغيير هذا الأمر سيكون ذلك أفضل لنا جميعاً”.
وكان آبي قد شارك في تأسيس نقابة الكتّاب السود في وقت سابق من العام الجاري، بهدف “توفير بيئة مستدامة ومربحة وعادلة ومتساوٍية للمواهب الأدبية السوداء في مجال النشر بالمملكة المتحدة”. وكشفت النقابة عن وجود غياب مقلق لموظفي النشر السود في المناصب الرئيسية في أقسام المبيعات والتسويق بشركات النشر، إضافة إلى المصممين والرسامين الذين يمثلون جزءًا مهمًا من الجهد الجماعي المبذول في صناعة الكتاب.
وقالت النقابة في بيان صحفي: “نشعر بقلق عميق لعدم وجود أعضاء سود في المناصب القيادة الأساسية. في عام 2020، يعد هذا أمرًا غير مقبول وغير أخلاقي في العالم الحديث. نطلب من الناشرين معالجة هذا الأمر وتصحيحه على الفور. نود أن يساعدنا الناشرون في توسيع مجموعة الوكلاء الأدبيين وبناء شبكة من الوكلاء الأدبيين السود واكتشاف أصحاب المواهب من الكتّاب الناشئين في مجتمعات السود، خارج لندن، وفي مختلف المدن والأقاليم”.