* ما الذي جعلكِ تكتبين “طالما تنمو أشجار الليمون”؟ هل يمكنكِ اطلاعنا على تفاصيل أكثر عن تأليف الرواية، من أين اتخذتِ إلهامكِ، ولماذا وكيف اخترتِ العنوان والمدة التي استغرقتها الكتابة.
عندما انتقلت إلى سويسرا، سألني الكثير من الناس عن سوريا. أدركت حينها أن الناس في أوروبا والغرب لا يعرفون حقًا ما يجري. كل ما يرونه هو عواقب الحرب المستعرة واللاجئين القادمين إلى بلدانهم. أردت أن أبعث برسالة مفادها أن لا أحد يريد أن يكون لاجئاً. لا أحد يذهب إلى البحر، ويخاطر بالغرق، إذا لم يكن ما يتركه وراءه مخيفاً أكثر.
رغم أنها رواية خيالية، إلا أن الأحداث والقصص التي يتم سردها تستند بالتأكيد إلى تجارب الحياة الواقعية. تهدف الرواية إلى زرع أجزاء وقطع من الأحداث المأساوية الأصيلة وجمعها مع بعضها في عمل أدبي واحد، مع إضفاء شي من الخيال.
أردت أن تنقل الرواية الحقائق التي تحدث في سوريا، ولكن برسالة أمل قوية، ومن هنا يأتي العنوان “طالما تنمو أشجار الليمون” فهي تكريم لقصيدة لنزار قباني جاء فيها: “كل ليمونة ستنجب طفلاً ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ”. ويقال أيضاً أنك لن تجد في حمص منزلاً لا يحتوي على شجرة ليمون. إنها رمز الصمود والأمل. وقد بدأت في كتابة الرواية في عام 2017، وانتهيت منها بشكل مبدئي في عام 2018 ثم أصبحت جاهزة للنشر في أواخر عام 2020.
* كيف بحثتِ عن التفاصيل؟ هل شكّل أي جزء منها تجربة شخصية؟
الفظائع التي تحدث في سوريا ليست لغزاً بالنسبة للسوريين ولا للناس الذين يعيشون في الشرق الأوسط ككل. يتم تداول القصص داخل المجتمع السوري. في بداية الثورة، كان “فيسبوك” هو الوسيط الذي يشارك فيه المتظاهرون قصصهم وخبراتهم على الصفحات والمجموعات. والكثير منهم لا يصلون إلى وسائل الإعلام السائدة خاصة تلك الموجودة باللغة الإنجليزية لأنها ليست لغة يتقنها الكثير منهم.
* هذه روايتكِ الأولى، كيف انطلقتِ في رحلة النشر، وما هي العقبات التي واجهتها؟
لم يكن لديّ أصدقاء يكتبون بنفس النوع الذي كتبته عندما بدأت هذا الكتاب. لقد وجدت أن “توتير” كان المكان المناسب للعثور على مؤلفين آخرين. وهذا ما فعلته. من خلال “توتير”، قابلت مؤلفين رائعين بمساعدة أصدقائي. لقد ساعدوني في جعل روايتي أفضل. شاركت أيضاً في برنامج إرشادي يسمى “أوثر مينتور ماتش”، حيث تمكنت من تطوير القصة مع مرشدي، جوان ف. سميث. كما عثرت أيضاً على وكيل أعمالي عبر “توتير”. كانت هناك بالتأكيد عقبات في رحلتي. لقد تلقيت حوالي خمسين رفضاً لنشر العمل، ما جعلني أفقد قلبي قليلاً. النشر رحلة طويلة ويصعب أحياناً عدم التعامل مع الرفض بشكل شخصي. لأنه عندما تكتب، فأنت تكتب شيئاً شخصياً. هذه الكلمات تأتي من روحك.
* الأمل هو موضوع روايتكِ، ما الذي تتأمليه منها؟
أتمنى أن تجعل القراء يرغبون في معرفة المزيد عن سوريا. دمشق هي أقدم مدينة في العالم. لدينا آخر مكان على وجه الأرض، معلولا، الذي يتكلّم الآرامية، لغة النبي عيسى. هناك الكثير من التاريخ والكثير من الحب الذي تتمتع به بلدنا ولا يعرفه العالم. أريدهم أن يعرفوا ما يحدث لأن أقل ما يمكننا فعله للأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم هو معرفة أسمائهم وقصصهم.
* هل لديكِ مكان أو مساحة مفضلة للكتابة؟
أحب الكتابة في المقاهي الخفية التي تحيط بها الطبيعة.
* من هم مصدر إلهامكِ، سواءً في المجال الأدبي أو غيره؟
ألهمني الأشخاص الذين يجعلونني أشعر بالأشياء. الفنان والمؤلف الياباني هاياو ميازاكي هو مصدر إلهام كبير لي. هو أساس خيالي. المؤلفة الكندية إل إم مونتغمري صاحبة قصة “آن من الجملونات الخضراء” هي أيضاً مصدر إلهامي.
* ما العمل التالي بالنسبة لكِ وهل سيكون كتابكِ القادم عن سوريا أيضاً؟
أكتب حالياً كتابي التالي وهو الوجه الآخر لـ”أشجار الليمون”. إنه يتعامل مع ما يحدث بعد وصولك إلى بر الأمان. كما أن لديّ مواضيع تتعلّق بالهوية والعنصرية والشفاء من الصدمات. وبالطبع، كالعادة، الأمل.