تركت الكاتبة الأمريكية مارغريت ميتشل (1900-1949) بصمة لا تمحى على الأدب بروايتها الرومانسية التاريخية الوحيدة، “ذهب مع الريح”، التي نُشرت عام 1936، وسرعان ما أصبحت واحدة من أكثر الأعمال الأدبية الأمريكية شهرة وانتشاراً. وعلى الرغم من وجود عمل واحد فقط باسمها، فإن تأثير ميتشل عميق، وتثير روايتها الفريدة سؤالاً مثيراً للاهتمام: كيف حققت مثل هذه الشهرة الساحقة برواية واحدة فقط؟
تكمن الإجابة في العمق الاستثنائي للرواية، والسياق التاريخي الغني، والشخصيات التي لا تُنسى. فـ”ذهب مع الريح” هي أكثر من مجرد قصة حب تدور أحداثها على خلفية الحرب الأهلية الأمريكية وإعادة الإعمار؛ حيث تمثل استكشافاً شاملاً لتعقيدات الروح البشرية، والبقاء، والمرونة. إذ جلبت أفكار ميتشل وروايتها الحية تاريخ الجنوب المضطرب إلى الحياة، وأذهلت القراء عبر الأجيال، وهو ما قاد إلى حصولها على جائزة بوليتزر عام 1937.
بطلة الرواية، سكارليت أوهارا، هي واحدة من أكثر الشخصيات شهرة في تاريخ الأدب. فإرادتها القوية وشخصيتها المعقدة تتردد في أذهان القراء، ما جعلها رمزاً للقوة والقدرة على التكيّف. بالإضافة إلى ذلك، فإن موضوعات الرواية عن الحب والخسارة والمثابرة، جعلها قابلة للتحويل إلى فيلم سينمائي بسهولة، وهو ما تحقق بالفعل عام 1939، حيث حقق الفيلم أعلى ربح في تاريخ هوليوود، وأحرز الرقم القياسي بفوزه بالكثير من الجوائز، وترجمت الرواية إلى معظم لغات العالم، وفي مقدمتها العربية.