إذا كنت جديدًا في عالم الأدب وتفتقر إلى الخبرة والمعارف، فستواجه بلا شك الرفض والعديد من الصعوبات مع دور النشر التي قد تقبل أو لا تقبل عملك. هذا هو بالضبط السبب الذي دفع العديد من المؤلفين الطموحين إلى طريق النشر الذاتي، ومن بينهم دينا جمال الدين، كاتبة الأطفال المصرية البريطانية التي نشرت حتى الآن أربعة كتب قامت بتأليفها ورسمها بنفسها.
دينا هي أم لثلاثة أطفال ومدّرسة فنون في مدرسة ثانوية، تحب الرسم ورواية القصص منذ أن كانت طفلة. ولدت ونشأت في الإسكندرية بمصر، وانتقلت إلى المملكة المتحدة منذ 11 عامًا، ولاحظت من خلال خبرتها مدى الحاجة إلى الكتب التي تستهدف الأطفال ثنائيي اللغة، فبدأت بالتفكير في طرق لخدمة الصغار الذين لديهم هوية مزدوجة. وعندما أصبحت أماً، بدأت في وضع خطتها العملية لدخول مجال تأليف الكتب.
كانت درجة الماجستير في تصميم الاتصال هي التي ساعدتها بالفعل على إنجاز كتابها الأول، وأكدت أن “كل شيء جاء بالصدفة”. كانت صعوبة الوصول إلى دور النشر عاملاً كبيرًا في قرارها باختيار النشر الذاتي على الرغم من أنها أدركت في وقت مبكر أنها تنطوي على مخاطر، وأنها كذلك أقل ربحية، إلا أنها أعطتها أيضًا الحرية والاستقلالية لتأليف ونشر ما تريد.
تحب دينا أن تكون مسؤولة عن كل التفاصيل، وبالتالي فهي تكتب وتحرر وتدقق كتبها. كان هدفها الأساسي هو الوصول إلى الأطفال الصغار الذين “ضاعوا” بين لغة والديهم ولغة البلد الذي يعيشون فيه والصعوبات للحفاظ على اللغتين. ولكنها لاحظ أيضًا أنه حتى الأطفال في المنطقة العربية يفقدون القدرة على التحدث والكتابة باللغة العربية، حيث تهيّمن المدارس الدولية أو الأجنبية على قطاع التعليم، ويتم استيراد برامج قنوات الأطفال التلفزيونية في الغالب من البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية، وهو ما يُفقد الأطفال العرب ببطء هويتهم، ويجعل اللغة العربية في خطر كبير. لذلك شرعت في تصحيح هذا الاتجاه أو على الأقل لعب دور في جعل الأطفال يحبون اللغة العربية. وأوضحت أنها أثناء بحثها عن موارد النشر على الإنترنت، توقفت عند “أمازون”، حيث وجدت أنه الموقع أفضل بالنسبة لها لأنه “متوفر في جميع أنحاء العالم ويسهل الوصول إليه مقارنة بموفري النشر الذاتي الآخرين”.
ونصحت دينا المؤلفين الطموحين بعدم الاستسلام أبدًا أو انتظار المساعدة، فقط عليهم الاستمرار في المحاولة حتى الوصول إلى هدفهم.
عدد الكتب التي باعتها المؤلفة ليس كبيراً بسبب قلة الاعلانات وقلة مهاراتها التسويقية كما قالت، فقد باعت في المتوسط ما يقرب من 120 نسخة من كل كتاب، ولكنها تدرك أن النشر الذاتي يمنحها حريتها ولكن ليس المال.
وفيما يلي الكتب الأربعة التي ألفتها ونشرتها دينا حتى الآن ويمكن العثور عليها على موقع أمازون:
* هل شاهدت غرانداد (عربي / إنجليزي): الكتاب يروي حكاية اثنين من أبناء دينا يبحثون عن جدهم في رحلة عبر المدن المصرية.
* يوم مع الأبجدية العربية (عربي / إنجليزي): الكتاب يعلّم الأطفال الأبجدية العربية باستخدام رواية القصص.
* كعكة عيد ميلاد آدمز: هذه القصة هي المفضلة لدينا، حيث كتبها ابنها الأكبر ورسمها عندما كان عمره 5 سنوات وساعدته في تحريرها ونشرها.
* زيزو البطل الخارق ، وقت المرحاض: أحدث إصداراتها وتعرض فيه تجربة تدريب طفلها الأصغر على استخدام المرحاض.
تستند معظم كتب دينا جمال الدين إلى تجربتها الشخصية، وقد اختارت تأليفها لأنها كانت تعتقد دائمًا أن لديها الكثير من القصص لترويها، وتأمل يومًا ما أن تكون مستقلة ماليًا بما يكفي للعمل بدوام كامل في تأليف كتبها، معترفة بأن رحلة نشر كتابها تستغرق ما يصل إلى عامين كونها الشخص الوحيد الذي يعمل عليها بالكامل.