بينما يواصل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) قبضته على العالم مسبباً تأثيرات مدمرة للعديد من القطاعات الاقتصادية، وفي مقدمها دور النشر ومتاجر الكتب، تتزايد دعوات قادة هذه الصناعات لدعم المكتبات ومتاجر الكتب والعاملين في هذا القطاع الكبير والمهم للعديد من دول العالم.
وقال كل من ماريا بالانت، الرئيس والمدير التنفيذي لجمعية الناشرين الأمريكيين، وماري راسينبرغر، المدير التنفيذي لنقابة المؤلفين، وأليسون هيل، الرئيس التنفيذي لجمعية بائعي الكتب الأمريكية، في بيان مشترك نشرته وسائل الإعلام: “للأسف، بعد عقد من التعافي والنمو الذي أثبت أهمية القراءة والكتابة والنشر، تواجه المكتبات حالياً أزمة كبيرة بسبب فيروس (كوفيد-19). في بعض الحالات، تواجه هذه الأماكن التي تعني الكثير للعديد من المجتمعات، احتمال ألا تفتح أبوابها مرة أخرى أبداً”.
وأضاف قادة صناعة النشر: “لا يمكننا أن ندع هذا يحدث لأننا بحاجة إلى المكتبات الآن أكثر من أي وقت مضى. كما كتبت الشاعرة والكاتبة جين كامبل في كتابها The Bookshop Book: المكتبات أحلام مبنية من الخشب والورق.. سفر عبر الزمن ومعرفة وسلطة.. إنها ببساطة أفضل الأماكن. لذلك نطلب مساعدتكم ودعمكم للمحافظة على هذه الأماكن في جميع المجتمعات”.
وفي المملكة المتحدة، أكد ستيفن بايج، الرئيس التنفيذي لشركة “فابر”، في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن بائعي الكتب يجب أن يكونوا من بين أوائل بائعي التجزئة الذين يجب أن يفتحوا أبوابهم عندما يتم تخفيف الإغلاق. ووصف بايج المكتبات بأنها “مراكز للثقافة” وقال إن إغلاقها قلل من الطلب على الطباعة بنسبة 60 إلى 70٪. وتحدث عن الدور المهم الذي تلعبه المكتبات في المملكة المتحدة قائلاً “إن الفن والثقافة أمران أساسيان في فهمنا لما يحدث الآن”.
أما في إيطاليا وألمانيا ونيوزيلندا، فقد بدأ بائعو الكتب في إعادة فتح أبواب متاجرهم ومكتباتهم، ولكن لا يزال هناك طريق طويل قبل عودة الحياة إلى طبيعتها. وفي ألمانيا، رحب اتحاد الناشرين وباعة الكتب الألمان بالقرار الذي وصفه ألكسندر سكيبيس، الرئيس التنفيذي للاتحاد، بأنه خطوة ضرورية في الاتجاه الصحيح. لكنه حذر من أنه ستكون هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة الحكومية لاستيعاب العواقب المتوسطة والطويلة الأجل لأزمة فيروس كورونا في ألمانيا. وفقًا للاتحاد فإن صناعة الكتب ككل ستخسر حوالي نصف مليار يورو شهريًا أثناء إغلاق المتاجر. فيما أظهرت أحدث الأرقام التي نشرتها موقع buchreport وMedia Control أن بائعي الكتب خسروا في المتوسط ما بين ثلثي وثلاثة أرباع مبيعاتهم الأسبوعية.
بالنسبة لبائعي الكتب حول العالم، ستكون هناك رحلة طويلة أمامهم قبل العودة إلى الحياة الطبيعية.