أكدت نتائج أول دراسة أكاديمية في المملكة المتحدة حول التنوّع في النشر التجاري والأدب الخيالي، أن المكوّن الأساسي لجمهور الناشرين هم القراء من الطبقتين البيضاء الوسطى، نظراً لعدم قدرة الكثير من الناشرين على الوصول إلى القراء السود والآسيويون والأقليات الإثنية.
وجاء إنجاز هذه الدراسة التي حملت عنوان “إعادة التفكير في التنوع بالنشر” بالشراكة بين جامعة “غولدسميث” Goldsmiths في لندن، ووكالة تطوير الكتّاب Spread the Word، ومجلة “بوكسيللر” .Bookseller
وتناولت الدراسة الافتراضات التي وضعها الناشرون حول الجمهور. وقالت: “إن الجمهور الأساسي للناشرين هم من الطبقة البيضاء والطبقة الوسطى، ولذلك تم إعداد صناعة النشر بأكملها لتلبية احتياجات هذا الجمهور، وهو ما يؤثر على كيفية تعامل الناشرين مع الكتّاب من الأقليات ومؤلفاتهم التي قد يتم تغيير مضمونها لجذب القراء البيض أو حتى رفض نشرها!”.
وخلصت الدراسة إلى عدم قدرة الناشرين، أو معظمهم على الأقل، على الوصول إلى جماهير متنوعة. وقال “يدّعي الناشرون أنهم يرغبون في الوصول إلى جماهير أكثر تنوعًا ولكنهم لا يعرفون كيف ينفقون الموارد على ذلك أو لا يرغبون في ذلك”، مؤكداً أن الناشرين يقللّون من قيمة وأهمية القراء من العرق الأسود والآسيويون والأقليات العرقية، سواء من الناحية الاقتصادية أو الثقافية، وهذا بدوره يؤثر على نشر وتسويق الكتب التي يؤلفها كتّاب ينتمون إلى أحد هذه الأصول العرقية، مستغرباً من اعتقاد الجزء الأكبر من الناشرين أن كتب المؤلفين “الملونين” لن تجذب جمهور القراء الأساسي في المملكة المتحدة.
واستندت الدراسة إلى مقابلات مع أكثر من 110 متخصصين في صناعة النشر الذين سُئلوا عن “ممارساتهم وخبراتهم في نشر مؤلفات الكتّاب الملونين”. وحث معدو الدراسة الناشرين على “تقدير جمهور القراء من العرق الأسود والآسيويون والأقليات العرقية، والتعامل معهم بشكل مباشر، نظراً لضرورة تنوع قطاع النشر، والوصول إلى جمهور جديد من القراء الذين يشكلون ركناً أساسياً في المجتمع، مع منح الموظفين العاملين في دور النشر الحرية والموارد اللازمة لتسهيل نشر أعمال هؤلاء المؤلفين”.
وطالبت الدراسة بتطوير تحالفات استراتيجية وشراكات طويلة الأمد مع الجهات والهيئات المعنية باكتشاف المواهب من الكتّاب الملونين، وتطوير قدراتهم، وتقديمهم إلى دور النشر وجمهور القراء، مؤكداً أن الوكالات الأدبية قد تكون أقدر من غيرها على تحقيق هذا الهدف.