أكدت أحلام البلوكي، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب، أن هناك تطوراً ملحوظاً في تفاعلنا مع القصص، التي تبقى جزءاً أساسياً من تجربة الإنسان، وتُعد الوسيلة التي نفهم من خلالها العالم من حولنا، وأن ذلك يظهر في الطرق التي نستهلك بها القصص اليوم؛ فالناس يستهلكون الكتب الصوتية وملخصاتها والمدونات الصوتية؛ للتفاعل مع المواضيع والاهتمامات المختلفة. كما أصبحت الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، بمثابة مكتبة كاملة، يمكننا التنقل بها في أي مكان وزمان.
جاء ذلك خلال حوار للبلوكي مع مجلة “زهرة الخليج” تناول جوانب من حياتها الشخصية، وشغفها بالقراءة، وعلاقتها بالثقافة، ورحلتها مع مهرجان طيران الإمارات للآداب، حيث أشارت إلى أنها تستمتع بقراءة الأعمال الروائية كافة، لكن تحتل الروايات الواقعية مكانة خاصة في قلبها، لاسيما تلك التي تتناول مختلف العلاقات، مثل: العائلة، والصداقة. مضيفة أنها خلال انشغالها بقيادة السيارة تستمتع بالكتب الصوتية، التي تُعد وسيلة رائعة للاستفادة من الوقت في القراءة والتعلّم.
وحول جديد نسخة هذا العام من مهرجان طيران الإمارات للآداب، قالت أحلام: “يقدّم المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات لجميع الأعمار والاهتمامات. ويبرز برنامج “بعد النهار، في الليل” بتقديمه مجموعة من العروض والألعاب وتجارب الطعام، وفرص التسوق طوال الليل، بالإضافة إلى معارض فنية وحرفية، وجلسات نقاشية. كذلك، يقدّم برنامج “ملتقى الأفكار” للكتّاب والجمهور فرصة تناول مواضيع متنوعة، بما في ذلك: عالم “سبايدرمان”، والأساطير الصينية، وجمالية اللغة العربية، ومستقبل الذكاء الاصطناعي”.
وأشارت إلى أن المهرجان جعل الثقافة في متناول الجميع، بأساليب مختلفة، فعلى سبيل المثال يحتفي في جلسة “ونحن نحب الحياة” بالشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش وأعماله. وفي جلسة “في غرفة التحقيق”، التي يقدّمها الكاتب المصري المتخصص بأدب الجريمة إبراهيم فرغلي، يدعو الكاتب الجمهور إلى حل لغز قضية غامضة. أيضاً، أضاف المهرجان عامل الموسيقى الآسر في الشعر، من خلال فعالية “أمسية الشعر والعود”، التي ستقام في مسرح الفن الرقمي (ToDA).
وأكدت البلوكي أنها ترى لمؤسسة الإمارات للآداب مستقبلاً واعداً، حافلاً بالنجاحات والشراكات الرئيسية. ومن هنا، فإن تطوير استدامتها وتمكينها يشكلان هدفيها الرئيسيين من خلال منصبها كرئيسة تنفيذية للمؤسسة، بهدف المساهمة في نجاحها ونموها. وقالت: “تتمثل نظرتي إلى مستقبل المؤسسة في إقامة نظام متكامل ومستدام، يعزز جميع جوانب المجتمع الأدبي في دولة الإمارات، من خلال تشجيع الكتّاب المحليين، وتوفير فرص إضافية لدعم تطورهم، وتقدّمهم الإبداعي”.
وتوقعت أحلام أن يحتوي كل منزل في دولة الإمارات والمنطقة والعالم مستقبلاً على مكتبة، رقمية أو غير رقمية، كما تعتقد أننا سنكون في مكان أكثر توازناً بالنسبة لعلاقتنا مع التكنولوجيا، حيث ستصبح جزءاً طبيعياً من حياتنا اليومية، وليست هذا الاختراع الضخم، الذي نتعثر في استخدامه حالياً. مضيفة أن الإنسانية ستكون أكثر ترابطاً، وعندها سنستمتع بالفنون بشكل أعمق؛ وسنسمع الموسيقى، وسنشاهد الأفلام، وسنقرأ القصص بشكل مختلف.
وقالت إن هناك جملتان تأثرت بهما عندما قرأتهما، وتعود إليهما دائماً: الأولى للكاتب والشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران، وهي: “الحياة والحب والجمال ثلاثة أقانيم في ذات واحدة مستقلة، مطلقة لا تقبل التغيّر ولا الانفصال. الحياة بغير الحرية كجسم بغير روح. والحرية بغير الفكر كالروح المشوشة”. والثانية للكاتبة إليف شافاك: “لا يمكن للقصص هدم الحدود، لكن يمكنها فتح آفاق تفكيرنا.. من خلال هذه الآفاق، نتعلّم عن الآخرين، وأحياناً نحب ما أصبحنا نعرفه”.
ونصحت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الإمارات للآداب الجميع بالتحلّي بالشغف اللازم لتعلّم كل شيء، وقالت: “حاولوا الحصول على المزيد من المسؤوليات، واستغلوا كل فرصة لمعرفة المزيد عن الكثير من الأشياء، ولا تترددوا في ارتكاب الأخطاء والتعلّم منها؛ لأن هامش ارتكاب الأخطاء يتقلّص مع زيادة التطور المهني. ومن الضروري، كذلك، اختيار المهنة المناسبة، التي تجمع بين مهاراتكم، وما يحتاج إليه العالم، والأهم أن تتماشى مع قناعاتكم في الحياة”.