لا يؤمن كاتب الجريمة النرويجي الشهير، جو نيسبو، أنه يتعيّن على المؤلفين تغيير المجتمعات أو توجيهها حتى لو أثّرت رواياتهم على هذه المجتمعات.
وقال نيسبو، في جلسة عقدت يوم السبت 8 فبراير 2020 بمهرجان طيران الإمارات للآداب: “لا أوافق على تحميل الروائيين مسؤولية تغيير المجتمعات. لا مانع من ذلك، لكن أنا لست هذا الروائي. أنا أطرح أسئلة يمكن أن تكون سياسية ولكن بدون أجندات رسمية ولا أقدم إجابات لأسئلتي في رواياتي.”
وأضاف: “كان تشارلز ديكنز روائياً عظيماً ولكن تلك الحقبة التي اعتاد فيه الكتّاب أمثاله على تقديم إجابات وحلول قد انتهت. ليس هدفي تصحيح الأوضاع أو تعليم وتثقيف القراء. أنت ككاتب تطرح أسئلة وتتحدى القراء بهذه الطريقة”.
وأكد نيسبو أن الروايات تؤثر على الحياة الآن أكثر من السابق لأن الناس يستمعون ويستهلكون القصص في حياتهم بشكل أكبر من آبائهم حالياً. ورغم أنه لم يشاهد فيلم “سنو مان” المقتبس من روايته، إلا أنه شعر بعدم نجاحه لأن المخرج توماس ألفريدسون ذهب به في اتجاه آخر، وقال: “استأذنني توماس ووافقت ولكن عدم نجاح الفيلم يعود إلى أسباب متنوعة. هذا لا يمنع أن توماس مخرج جيد.”
وحول مكانه المفضل للكتابة، قال نيسبو: “المكان المفضل لي هو المطار لأنني أحب القيام بأمرين في وقت واحد. أنا على الأرجح الراكب الوحيد الذي يتم إبلاغه بتأخره عن موعد رحلته!”.
ومع أنه لا يعتزم كتابة رواياته باللغة الإنجليزية، إلا أنه يشعر أن الترجمة تُفقد النصوص النرويجية شيئاً ما. ووضح قائلاً: “اللغة النرويجية لغة صغيرة ولكنني رأيت ما فقدته في الترجمة عندما نشرت بالإنجليزية، وأدركت أن هذا أمر لا أستطيع إصلاحه بنفسي. اللغة النرويجية فكاهية وإذا كنت تتحدث اللغة النرويجية، فستعلم أنني أحب الدعابة”.
ويهتم نيسبو بإظهار صراع العقل والقلب عند الفرد وتناقض آرائه حول قضايا معينة، وقال: “إنه أمر مثير عندما استخدم وجهات النظر السياسية على لسان شخصياتي. قد تكون لديك بعض الآراء المثيرة للجدل مثل العنصرية والقومية، التي تتناقض معها عاطفياً في آرائك. قلبك ورأسك في أماكن مختلفة”.
ورأى نيسبو في رياضة التسلّق التي يمارسها كفاحاً نفسياً يمنحه السيطرة على مخاوفه التي ذكرها أحيانًا من خلال شخصيته الشهيرة، المحقق هاري هول. وشدّد نيسبو قائلاً: “إنها تتحكم في مخاوفي. أشعر بالخوف بسهولة ولكني لا أمانع ذلك. تغلّبك على مخاوفك هو أعظم شعور.”