في إطار فعالياته الخارجية، استضاف مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في مكتبة الصفا للفنون والتصميم بدبي، كلاً من الكاتبة الإماراتية فاطمة سلطان، والكاتبة الأميركية امبيكا أناند، في جلسة حوارية أدارتها الكاتبة إيمان اليوسف وحملت عنوان “ثقافات مستدامة”، ناقشت فيها الكاتبتان الدور الذي تلعبه كتب الأطفال في تعريفهم على الثقافات الأخرى وعلى قضايا البيئة والطبيعة.
وقالت الكاتبة فاطمة سلطان: “خلال فترة كورونا قدمت الكثير من الورش الافتراضية، وكنت أتوقع في البداية أن الأطفال لن يستوعبوا ذلك، ولكني اكتشفت عكس ذلك تماماً، حيث لمست مدى تفاعلهم معي، كما اكتشفت أيضاً مدى رغبتهم بالاستماع إلى القصص التي تنمي خيالهم”، مشيرة إلى أن فترة الجائحة كانت ملائمة جداً لإحداث التقارب بين أفراد العائلة، قائلة: “لقد أسهم ذلك في نقل الثقافة بين أفراد الأسرة الواحدة”.
وأضافت: “لا يمكن الاستهانة بقدرات أطفال اليوم، فهم مختلفون عن الأجيال الماضية، إذ يطرحون الكثير من الأسئلة التي تختلف تماماً عن تلك التي كان أقرانهم في السابق يطرحونها”.
وأكدت فاطمة أن الكتابة للطفل ليست سهلة، قائلة: “الكتابة للطفل يجب أن تحمل الكثير من المحاذير، لا سيما مع تغيّر طبيعة المواضيع التي يجب أن تتناولها قصصهم، والتي أصبحت تتعلّق بالفضاء، والطبيعة والبيئة وغيرها”.
وتابعت: “الطفل اليوم أصبح يحتاج إلى مواضيع جديدة مستوحاة من عالمه، وما يحيط به، فجلّهم اليوم يفكرون في الفضاء والكواكب، ولم تعد الحكايات المرتبطة بالسحر أو العمالقة أو حتى الحيوانات الناطقة كالتي تطل في الخرافات تلفت أنظارهم، وباتوا يحتاجون إلى حكايات مرتبطة بالعلم”.
من جانبها، سلّطت الكاتبة امبيكا أناندا الضوء على تجربتها في الكتابة للأطفال، وقالت: “خلال السنوات الماضية اضطررت إلى السفر حول العالم، بحكم عمل زوجي، الأمر الذي ساعدني في التعرف على الكثير من ثقافات العالم، ومن خلالها استلهمت مجموعة قصصي، واكتشفت أن القصة الجيّدة لا تجذب الأطفال وحسب وإنما الكبار أيضاً، وهو ما جعلني أعتقد أن أي ثقافة حول العالم يمكن أن يتم تلخيصها وتقديمها عبر القصص”.
وفي ردها على سؤال حول تأثير الترجمة على اتساع نطاق كتب الأطفال، قالت: “أعتقد أنه لا يجدر أن تكون الترجمة باتجاه واحد فقط، من الإنجليزية إلى العربية أو العكس، وإنما يجب أن تكون عملية متبادلة، لأن ذلك يسهم في إثراء معرفة الطفل حول الثقافات الأخرى”، منوهة إلى أن عملية الترجمة في بعض الأحيان، تفقدنا جانباً من القصة، مؤكدة بأن ذلك يعد أمراً طبيعياً بحكم الاختلاف بين اللغات.