Home 5 مدونة 5 تصوير الكتب على مواقع التواصل الاجتماعي..هل ظاهرة التباهي بالمعرفة؟

تصوير الكتب على مواقع التواصل الاجتماعي..هل ظاهرة التباهي بالمعرفة؟

بواسطة | أكتوبر 2, 2018 | مدونة

لطالما ظل الكتاب بمثابة نافذتنا على المعرفة، فمن خلاله نتطلع إلى العالم ونتعرف على ملامحه وثقافاته على اختلاف مشاربها، وبين دفتيه نقرأ حكايات كثيرة، يخلق بعضها في أنفسنا شغفاً لاكتشاف الدنيا والاستزادة من المعرفة. ورغم ما يحظى به الكتاب من حضور لافت في حياة الكثيرين منا، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي استطاعت أن تسرق شيئاً من بريقه، وأن تؤثر بشكل لافت عليه، لدرجة أن البعض هجر الكتاب، وبات يقضي ساعات طوال في مراقبة ما ينشر على جدران أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، لتنشأ ظاهرة جديدة بين رواد التواصل الاجتماعي متمثلة في تصوير الكتب أو بعض صفحاتها ونشرها على حساباتهم.  ورغم أن البعض يقوم بذلك منطلقاً من “نية حسنة”، إلا أنه لا يدري بأن مثل هذه الممارسات تشكل انتهاكاً لحقوق النشر وتعدياً على الملكية الفكرية لصاحب الكتاب في بعض الأحيان، الأمر الذي بات يثير سؤالاً عريضاً حول ما إذا كان تصوير الكتب وعرضها على مواقع التواصل، يعد مؤشراً لوعي المجتمع أم أنه يصب في خانة التباهي فقط؟

من خلال رصد مجموعة من الآراء التي تناولت هذه الظاهرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أشار بعضها إلى أن ذلك يصب في خانة “التباهي” فقط وليس “حباً” في الكتاب، وأن هذه الظاهرة أصبحت لا تختلف كثيراً عن “عرض” جوانب الحياة و”نشر” الخصوصيات التي باتت تزخر بها مواقع التواصل الاجتماعي، فيما اعتبر البعض الآخر أن تصوير الكتب يعد أحد فنون التصوير الفوتوغرافي، ليس أكثر.

المعلومات ليس ملكاً للجميع!

الكثير من التغريدات على موقع “تويتر”، تشير إلى أن هذه الظاهرة غير صحية أبداً، رغم أن لها طابعاً إيجابياً إلى حد ما، من حيث  مساهمتها في زيادة حماس رواد  مواقع التواصل الاجتماعي لقراءة الكتب والإقبال عليها، وزيادة انتشار المعرفة بشكل عام، خاصة في المنطقة العربية التي تعاني من تدني معدلات القراءة، في حين فضل مستشار الإعلام الرقمي، عمار محمد، والذي يعد أحد المؤثرين في الإعلام الاجتماعي، الاستناد إلى إحصائية أميركية حديثة، نشرتها جريدة “الديلي ميل” البريطانية، وأكدت أن “ثلت المراهقين الأميركيين، لم يقرأوا كتاباً واحداً، ويرجع ذلك إلى تفوق تصفح مواقع التواصل الاجتماعي على قراءة الكتب والثقافة العميقة بشكل عام”. الإحصائية كشفت أيضاً أن عدد المراهقين الذين يستمتعون بقراءة الكتب يومياً، قد انخفض بنسبة 16% في عام 2016، بينما ارتفعت نسبة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بين المراهقين بنحو ساعة من 2006 وحتى 2016، واعتبرت الدراسة بأن الاستخدام المتواصل لهذه المواقع يؤثر على الأداء المدرسي، ويفقد المراهقين قدرة التركيز على قراءة الكتب.

من جانب آخر، أشار مسؤولو موقع “أصدقاء القراءة”، إلى أنه لا “يجب الانخداع بالكتب الأكثر مبيعاً، أو تلك التي يتم نشرها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي”، معتبرين أن “ذلك لا يحدد جودتها”، بينما يقول المهندس علي داوود، المهتم بالعلوم والمعارف الإنسانية والأدب، بأن “المعلومة ليست ملكاً للجميع لأن تعب الكاتب في الكتابة، وجهد الناشر في النشر، وشراء الحقوق ليس ملكاً للجميع. تصوير الكتب ورفعها على الإنترنت من دون ترخيص جريمة يعاقب عليها القانون في الدول التي تحترم العلم والعلماء والكتابة والكتاب”.

إحصاءات القراءة في العالم العربي

يذكر أن آخر الإحصاءات التي صدرت عام 2017 كشفت أن المواطن العربي يقضي نحو 35 ساعة قراءة سنوياً في المتوسط، منها 15ساعة في القراءة من أجل الدراسة والعمل، و20 ساعة في القراءة في المجالات المتعددة الأخرى، كما أشارت إلى أن القارئ العربي يقرأ في المتوسط 16 كتاباً سنوياً، 7 منها دراسية و9 غير دراسية.

وقسمت الدراسة أساليب القراءة إلى ورقية وإلكترونية، وفيما يتعلق بتفضيلات القراءة الورقية، بينت نتائج الدراسة أن القارئ العربي يستغل 28% من القراءة الورقية في الكتب، و17% في الصحف، و20% في الروايات، و14% في القصص المصورة، و20 % في المجلات المتخصصة. أما تفضيلات القراءة الإلكترونية فبينت أن 23% من القراء العرب يقضون أوقاتهم في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، و15% في قراءة المجلات الإلكترونية، و23 % للمواقع الإخبارية، و9 % في المدونات الخاصة، و21 % للكتب الإلكترونية، وأخيراً 7 % في الشبكات المهنية.

أخبار حديثة

20ديسمبر
حين تكتب ديا ميرزا للأطفال

حين تكتب ديا ميرزا للأطفال

تفتتح الممثلة الهندية ديا ميرزا فصلاً جديداً في مسيرتها الإبداعية مع شروعها في تأليف سلسلة من خمسة كتب موجهة للأطفال، تستلهم فيها تجاربها الشخصية وقيمها الإنسانية وشغفها العميق بالسرد. ويأتي هذا المشروع ليشكّل محطة نوعية في رحلتها الفنية، حيث تنقل ميرزا جزءاً من رؤيتها للعالم إلى قصص قادرة على ملامسة عقول الصغار ومخيلاتهم، وتقديم مضامين […]

18ديسمبر
أدب الرسائل ينهض من جديد

أدب الرسائل ينهض من جديد

في زمن تتدفق فيه الكلمات بسرعة البرق، وتُكتب الرسائل بضغطات مختصرة على الشاشات، يعود أدب الرسائل ليذكّرنا بأن الكتابة كانت يوماً فعلاً بطيئاً، وعميقاً، ومشحوناً بالعاطفة. وهذا النوع من الأدب لا يقدّم موضوعاً فحسب، بل يكشف صاحبه كما هو: هشاً، أو صادقاً، أو ممتلئاً بالأسئلة التي يخجل الإنسان غالباً من قولها بصوت مرتفع. ربما لهذا […]

16ديسمبر
ناشرون مستقلون يعيدون ابتكار كتب الفن

ناشرون مستقلون يعيدون ابتكار كتب الفن

تشهد فرنسا حراكاً لافتاً في عالم الكتب الفنية، تقوده دور نشر مستقلة أعادت تعريف كتاب الفن بوصفه مساحة إبداعية قائمة بذاتها، لا مجرد وعاء للنص أو الصورة. فبينما يتميّز المشهد الفرنسي بثرائه، مع نشر نحو 75 ألف كتاب سنوياً وشبكة واسعة من المكتبات المستقلة، يظل السوق خاضعاً لهيمنة عدد محدود من المجموعات الكبرى. في هذا […]

Related Posts

سنغور: شاعر، وفيلسوف، ورجل دولة

سنغور: شاعر، وفيلسوف، ورجل دولة

    يعد الشاعر والأديب والرئيس السنغالي السابق ليوبولد سيدار سنغور (1906-2001)، شخصية بارزة في الأدب الإفريقي والعالمي، أسهم في نشر مفهوم الزنوجة (اعتراف المرء بواقع كونه أسود، وقبوله بهذا الواقع، وتقدير السود تاريخاً وثقافة،) والدفاع عنه، وهو ما جعله رائداً في...

عقبات متنوعة تواجه صناعة النشر في أمريكا الجنوبية

عقبات متنوعة تواجه صناعة النشر في أمريكا الجنوبية

تواجه صناعة النشر في أمريكا الجنوبية تحديات متزايدة باتت تؤثر بشكل أكبر على نموها واستدامتها. فمن القيود الاقتصادية إلى التنوع الثقافي، يتصدى الناشرون في القارة إلى العقبات التي تحد من تمكنهم من الاستمرار في الصناعة، رغم عدد السكان الكبير الذي يمنحهم ميزة إيجابية فيما...

مجلّة “مجمع اللّغة العربيّة” تفك رموز دمشق اللغوية

مجلّة “مجمع اللّغة العربيّة” تفك رموز دمشق اللغوية

  تحت عنوان "دمشق تحتضن أوّل مجمع لغويّ علميّ منذ 1919"، نشرت "مجلّة مجمع اللّغة العربيّة" بالشّارقة، في عددها السّابع الصّادر حديثاً، تقريراً كتبه الدّكتور محمود أحمد السّيّد، رئيس مجمع اللُّغة العربيّة بدمشق، حول أقدم مجمع للّغة العربيّة في العاصمة السورية،...

Previous Next
Close
Test Caption
Test Description goes like this