من المقرر منح نايجل نيوتن، مؤسس دار بلومزبري للنشر، وناشر كتب هاري بوتر، جائزة الإنجاز مدى الحياة، خلال حفل توزيع جوائز التميز من معرض لندن للكتاب في شهر مارس المقبل.
وكان نيوتن قد بادر إلى تأسيس بلومزبري للنشر عام 1986 في عمر يناهز 31 عاماً، وقاد الدار من شركة ناشئة باستثمار مبدئي لا يتجاوز مليوني جنيه إسترليني، لينجح بعدها في إدراجها ببورصة لندن للأوراق المالية في عام 1994، واليوم تصل قيمتها السوقية إلى ما يزيد عن 200 مليون جنيه إسترليني.
وتبلغ مبيعات بلومزبري السنوية حوالي 160 مليون جنيه إسترليني من أنشطتها في النشر الأكاديمي والنشر العام، وتوظف على المستوى الدولي 750 موظفاً في مكاتبها بكل من لندن، وأكسفورد، ونيويورك، وسيدني، ونيودلهي، فضلاً عن اعتزامها تدشين مشروع جديد في الصين قريباً.
لعب نيوتن مع زملائه دورًا في نجاح تجربة النشر الأكبر في العصر الحديث من خلال نشر سلسلة هاري بوتر لمؤلفتها الشهيرة جي كيه رولينج بين عامي 1997 و2007 – وهي السلسلة التي شكلت ظاهرة في بريطانيا وسرعان ما ذاع صيتها في جميع أنحاء العالم منذ ذلك الحين، وحققت في الوقت ذاته أرباحاً كبيرة للدار على مدى سنوات.
نشرت بلومزبري أيضًا كتبًا لعدد غير قليل من أشهر الكتّاب العرب والأجانب أبرزهم خالد حسيني، ومارغريت أتوود، ومايكل أونداتجي، وويليام دالريمبل، وبيتر فرانكوبان. فيما كان الحدث الأبرز لبلومزبري هو فوز رواية “المريض الإنجليزي” لمؤلفها مايكل أونداتج بجائزة غولدن مان بوكر كأفضل رواية بوكر في الخمسين سنة الماضية. ونشرت الدار كذلك مذكرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
من بين المؤلفين الذين أشادوا بنيوتن، خالد حسيني، مؤلف رواية “عداء الطائرة الورقية” والذي قال في تصريح له: “اسمحوا لي أن أضيف صوتي إلى أصوات زملائي المؤلفين في بلومزبري، وأن أتوجه بخالص الشكر إلى نايجل على تبني كتبي في دار نشر لا مثيل لها. وأقول له تهانينا القلبية لك يا صديقي. أحسنت”.
ولد نيوتن ونشأ في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، ودرس اللغة الإنجليزية في كامبريدج، ثم انتقل للعمل كمتدرب في دار ماكميلان للنشر في لندن، قبل أن ينضم إلى مؤسسة سيدجويك وجاكسون للنشر. بزغت فكرة بلومزبري في ذهنه في عام 1984 عندما كان في الثامنة والعشرين من العمر، وسرعان ما أطلقها مع مجموعة من زملائه الناشرين الذين أشاد بهم.
وعن ذلك قال نيوتن: “أنا ممتن للغاية لمؤلفينا الرائعين ولجميع زملائي، في الماضي والحاضر، وأخص بذلك ديفيد رينولدز، وليز كالدر، وآلان ويري، ومايك ماير، على ما بذلوه من جهود في بدايات بلومزبري في عام 1986 ولسنوات عديدة بعد ذلك”.
وأضاف: “أتوجه أيضًا بخالص الشكر إلى معرض لندن للكتاب الذي أوجد لنا هذا الملتقى المذهل لدعم صناعتنا ومناصرة أهمية الأدب – وعلى هذه الجائزة بالطبع”.