شهدت صناعة الكتب المسموعة والمطبوعة خلال فعاليات مسرح باز، التي أقيمت على هامش معرض لندن للكتاب 2019، نقاشات مثمرة وبناءة حول موضوع تبادل المعرفة بين الشرق والغرب، قدمت خلالها مجموعة من الشخصيات البارزة في صناعة النشر خلاصة خبرتها ومعرفتها في هذا الجانب خلال جلسة أدارها محمد العطار، المنسق العام لموقع “ناشر”، وشارك فيها سيباستيان بوند من دار “كتاب صوتي”، وإليزابيت بريجز من دار “الساقي للنشر”، وعلي الشعالي من دار “الهدهد للنشر والتوزيع”.
وكشف المتحدثون معرفتهم والحلول المقترحة لمعضلة المؤلفين في التعامل مع الناشرين، وأفضل الممارسات في التعامل مع الأدباء، والحقوق الأدبية، وإجراءات النشر، وغيرها الكثير.
ومع ميل العالم نحو التكنولوجيا منذ عقود، واكبت صناعة النشر هذه التوجهات، حيث بدأ القراء يحبذون الكتب المسموعة عن المقروءة.
وأوضح سيباستيان بوند كيفية اختلاف الممارسات والإجراءات المتعلقة بصناعة النشر بين أوروبا والشرق الأوسط، والفجوة الكبيرة على صعيد الجودة بين الناشرين في الشرق والناشرين في الغرب، وصعوبة شراء حقوق نشر الكتب الشرق أوسطية من قبل ناشرين في أميركا وأوروبا.
وأشادت إليزابيت بريجز بسرعة صناعة النشر في الشرق الأوسط مقارنة مع الغرب. وذكر بعض الناشرين بأن هذه السرعة جاءت نتيجة لتخطي دور النشر في الشرق الأوسط لمرحلة التحرير. كما تحدثت عن آخر أعمالها وهي مجموعة من القصص القصيرة التي سيتم نشرها لاحقاً.
وأكد المشاركون في الجلسة أن قائمة التحديات في صناعة النشر تشمل جودة المادة المنشورة، حيث يعتمد المحتوى الجيد على عقلية القراء من ناحية تقبل اللغة. على سبيل المثال، قد يكون المحتوى الأدبي الأوروبي مناسباً بحق والقراء الأوروبيين قد يفهمون هذا المحتوى، ولكن ماذا عن باقي أسواق النشر في العالم. وهذا ما يبرز طبيعة الاختلاف الكبير من سوق إلى آخر في صناعة النشر. وأشار سيباستيان إلى صعوبة الوصول إلى مادة منشورة عند العمل على إنتاج الكتب المسموعة في سوق النشر العربي.
واستعرض المشاركون رؤيتهم إلى عقلية الناشرين وطريقة عملهم ومدى تقيدهم بتوجهات السوق التي تسيطر على عملهم، حيث قد تفضل دار نشر طباعة رواية عن ديوان شعر نتيجة لتحليل إقبال القراء في السوق. ولكن يجب على المؤلف على الدوام التعامل مع دار النشر المناسبة.
وشملت بعض الاقتراحات إصلاح قنوات التواصل عديمة الكفاءة، كما ناقش الحاضرون برامج التدريب وإبرام اتفاقيات انطلاقاً خبرة سوق النشر الإماراتي، حيث أصبح عدد دور النشر الأعضاء في جمعية الناشرين الإماراتيين 138 دار نشر، وتمتلك الجمعية علاقات طيبة مع الناشرين البريطانيين.
ويبدو التوجه اليوم نحو الكتب المسموعة، كما أكد سيباستيان وغيره من المشاركين الذي أكدوا على نجاح تسويق هذه الكتب على قنوات وسائل التواصل الاجتماعي، رغم تعذر السيطرة على حقوق النشر والقرصنة في البداية، لكن تبقى صناعة النشر واثقة من أن التقنيات المتاحة ستوصلها إلى أسواق جديدة.