انطلاقاً من حبه للقراءة وللكتب ورغبته في تشجيع الناس على الاستفادة من أوقاتهم، أطلق علي مؤيد قاسم، سائق التاكسي في مدينة البصرة العراقية، مبادرة “تاكسي القراءة”، التي يمنح من خلالها كتاباً مجانياً، لكل راكب إذا قرأ في الكتاب لعشر دقائق متصلة وبشرط عدم استخدام هاتفه الذكي أثناء وجوده في السيارة.
واضطر قاسم، وهو طالب بالمدرسة الثانوية إلى العمل سائقاً لسيارة أُجرة لتوفير احتياجات أُسرته التي تضم ثمانية أفراد، ومن خلال هذه المبادرة التي طرحها يحاول الحفاظ على هوايته المتمثلة في حُب القراءة، حيث كان يحمل معه دائماً كتباً للاستمتاع بقراءتها أثناء فترات التوقف على الطريق بسبب الازدحام أو خلال انتظاره أحد الزبائن، قبل أن يقرر نقل مشاركة شغفه بالقراءة مع الركاب.
المبادرة لاقت إعجاباً كبيراً من قبل الجمهور، وحظيت باهتمام وسائل الإعلام، وهو ما دفع عدداً من الناشرين العراقيين إلى دعمها من خلال تقديم عدد من الإصدارات المجانية لتوزيعها على مستخدمي “تاكسي القراءة”، فيما بدأ سائقون آخرون بمحاولة تطبيق المبادرة في سياراتهم، لتصبح بمثابة ظاهرة بدأت بالانتشار ليس في مدينة البصرة فحسب وإنما أيضاً في عدد من المحافظات العراقية الأخرى.