تواجه تجارة الكتب بالمملكة المتحدة أسوأ بداية ممكنة مع مطلع العام 2021 في ظل الإغلاق الشامل على المستوى الوطني، وهو ما وضع تجارة التجزئة غير الأساسية في شلل اقتصادي. وقد تم إغلاق أكثر من 1000 مكتبة في جميع أنحاء إنجلترا واسكتلندا وأيرلندا الشمالية وويلز، بما في ذلك جميع المتاجر الفردية البالغ عددها 280 في سلسلة “ووترستونز” Waterstone، وحوالي 890 متجرًا مستقلاً.
وتعد متاجر “دبيلو إتش سميث” WH Smith المنافذ الوحيدة المفتوحة التي لا تزال تبيع الكتب ولكن ضمن نطاق محدود، إضافة إلى المنافذ غير التقليدية مثل مراكز البيع في الحدائق التي تتضمن أقساماً صغيرة للكتب.
وفي مواجهة هذه الظروف، دعت جمعية بائعي الكتب في المملكة المتحدة الحكومة إلى تقديم المزيد من الدعم للمكتبات المستقلة. وقالت ميرلي هالز، المدير الإداري للجمعية: “يتفهم بائعو الكتب التحديات التي تواجه الصحة العامة نتيجة انتشار فيروس “كوفيد-19″، ويدركون مسؤوليتهم في رعاية موظفيهم وعملائهم – وكذلك أنفسهم – لذا فهم يدعمون التدابير التي اتخذتها الحكومة. ومع ذلك، فإن التأثير الاقتصادي على تجارة التجزئة نتيجة الإغلاق قد يكون شديدًا، ونحث الحكومة على مواصلة تقديم كل الدعم الممكن لتجار التجزئة وبائعي الكتب”.
ورغم استمرار الطلب القوي على الكتب عبر الإنترنت إلا أن المبيعات لا تكفي لتعويض الإقبال المعتاد في المتاجر والمكتبات. وعلى حد تعبير جيمس داونت، المدير الإداري لشركة “ووتر ستونز”: “في ظل ظروف الإغلاق التي لا ينبغي على الأشخاص فيها مغادرة منازلهم بخلاف الذهاب إلى بائع تجزئة أساسي، ويتم تصنيف عملنا ضمن النشاطات غير الضرورية، فإن الطلب والشراء من الإنترنت لن يكون فاعلاً بما فيه الكفاية”.
وأضاف: “لحسن الحظ، تدفع الحكومة 80٪ من الأجور في حالات الإغلاق، وهذا أمر مهم للغاية للحفاظ على الموظفين، وإلا لاضطررنا إلى جانب جميع الشركات الأخرى التي أُجبرت على الإغلاق إلى الانخراط في برامج هيكلة واسعة. ومع ذلك نحن محظوظون لأننا مازلنا قادرين على مواصلة البيع بنجاح عبر الإنترنت، وضمان استمرار تدفق المبيعات، لكننا نريد العودة إلى متاجرنا التي تشكل جوهر عملنا”. وانتقد داونت استمرار فتح منافذ “دبليو سميث” وتجار التجزئة غير التقليديين الآخرين في الوقت الذي تغلق فيه المكتبات ومنافذ بيع الكتب أبوابها.
لكن هالز أضافت بشكل أكثر إيجابية: “لقد أعادت المكتبات ابتكار نفسها من خلال عمليات الإغلاق وستفعل ذلك مرة أخرى. تعد القدرة على الاستمرار بالبيع الإلكتروني في معظم المناطق فرصة إضافية مرحب بها لمواصلة النشاط، وقد طورت العديد من المكتبات مواقع إنترنت شاملة خاصة بها، بالإضافة إلى الشراكة مع أطراف ثالثة مثل Bookshop.org، لعرض إصداراتها بطريقة أكثر جاذبية. سندرك أكثر أهمية ذلك مع توسع عمليات الإغلاق”.
واختتمت حديثها بالقول: “نحث بائعي الكتب على الاعتناء بأنفسهم وموظفيهم، وندرك أنهم باتوا اليوم مدرّبين بشكل أفضل على عمليات البيع وتلبية طلبات القراء عن بُعد. تعد هذه الفترة تقليديًا الأكثر هدوءًا خلال أشهر العام، لذلك سيكون أمامهم بعض الراحة، ولكن هناك فجوة كبيرة في أرقام 2020 للعديد من المكتبات، ويجب أن يكونوا قادرين على الاستمرار في البيع لتعويض الخسائر”.