شكّك أصحاب ما يقرب من 250 مكتبة لبيع الكتب بإيطاليا، في قرار رئيس الوزراء جوزيبي كونتي السماح بإعادة فتح متاجر الكتب والمتاجر الصغيرة الأخرى مثل محلات بيع القرطاسية وملابس الأطفال. وقالت نكوليتا مالديني، من مكتبة ليبريريا ترام لبيع الكتب في بولونيا: “سأكون سعيدة جدًا لإعادة فتح المكتبة بمجرد أن نتمكن من القيام بذلك بأمان. في مرحلة ما، سنحتاج إلى استئناف العمل، ولكن حتى ذلك الحين يجب التحرك بحذر مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي”.
مالديني من بين 247 من أصحاب المكتبات في جميع أنحاء البلاد الذين وقعوا على عريضة نشرتها LED، وهي منصة إلكترونية لبائعي الكتب والناشرين، تشكّك في حكمة قرار الحكومة. وقالت المجموعة في خطاب مفتوح إلى رئيس الوزراء: “نحن بائعو الكتب سعداء بهذا الاهتمام المفاجئ بعملنا! ولكن ليست لدينا النية لأن نكون جزءاً من هذه المبادرة على حساب السلامة العامة، فالنهوض الثقافي لأفراد المجتمع، لا يمكن الوصول إليه إلا عندما يتم ضمان سلامة الجميع “.
وأعربت المجموعة عن قلقها بشأن سلامة الموظفين في الأماكن العامة. وقالت: “يتطلب عمل بائع الكتب التواصل اللفظي وجهاً لوجه، وهي ممارسة، إذا لم يتم تنظيمها بدقة، تنطوي على مخاطر واضحة للسلامة العامة. كما أنه من عادة القراء الاطلاع على الكتب وتفقّدها في المكتبات، فهل هناك إجراءات فعلية لضمان عدم انتقال العدوى في هذه البيئة؟ كما أن عملنا يحتاج إلى سلسلة من الموظفين الآخرين مثل: الخدمات اللوجستية، ومندوبي التسويق والتوصيل، والذين يجب حماية صحتهم مثل صحة أي شخص آخر”.
وأشارت ريميديز ديفينو من مكتبة ليبيريا غيبلينا في بيزا بإقليم توسكانا، إلى التناقض في اتخاذ هذا القراروقالت: “إذا كنت تطلب من الناس البقاء في منازلهم، فكيف سنفتح متاجرنا لهم؟! الوفيات لا تزال مرتفعة للغاية، من السابق لأوانه إعادة فتح المتاجر”. فيما أصدر ريكاردو فرانكو ليفي، رئيس جمعية الناشرين الإيطاليين، بياناً أكد فيه أن إعادة فتح المكتبات يمثل “خطوة أولى” في العودة إلى الحياة الطبيعية لعالم الكتب.
وطالب ليفي الحكومة بمساعدة العاملين في قطاع النشر والمكتبات، وقال: “يجب دعم سلسلة التوريد بالكامل وتزوديها بوسائل الحماية، لأننا لا نستطيع تحمل هذه التكاليف لوحدنا، فكما أن بلدنا لا يمكنه الحياة من دون دور العرض والسينما، فإن المكتبات لا يمكنها العمل من دون ناشرين، ومندوبي تسويق، وموزعي كتب، ومترجمين. من دون هؤلاء فإن سلسلة توريد الكتب بأكملها ستتعرض للخطر وستكون مهددة بالتراجع الشديد”.