أكدت كارين شميدت فريديريتش، رئيسة الجمعية الألمانية لتجارة الكتب Börsenverein des Deutschen Buchhandels، المسؤولة عن تنظيم معرض فرانكفورت للكتاب، في حفل افتتاح الدورة الثالثة والسبعين من المعرض، مساء 19 أكتوبر: “هناك شعور ملموس بالارتياح لأن صناعة الكتاب تعود مجدداً وجهاً لوجه، وعلى الرغم من أنها عودة ليست كاملة، إلا أن هناك حوالي 2000 عارض متواجدون الآن في فرانكفورت، وعودة المعرض إلى أرض الواقع خطوة في الاتجاه الصحيح. فصناعة الكتاب تشبه إلى حد كبير اجتماعات أفراد الأسرة والمناسبات والأعياد، وتمثل فرصة للالتقاء”.
فريديريتش شدّدت أيضاً على أهمية الكتب للعالم، ليس فقط أثناء الوباء وإنما في كل زمن، وأشارت إلى أن الناس قرأوا كتباً خلال فترة الوباء من أجل “الهروب من الواقع والحصول على الدعم المعنوي”، مؤكدة أن صناعة النشر أظهرت “مرونة كبيرة” في التعامل مع وضع غير مسبوق، وأضافت أن الوباء أدى إلى إعادة تقييم أوضاعنا وأن “علينا الآن البحث عن المزيد من التسامح والاحترام والانفتاح الذهني”، خصوصاً أن حرية التعبير باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
من ناحيتها، أكدت الدكتورة نرجس إسكنداري غرونبرغ، النائب الأول لعمدة فرانكفورت، والمولودة في طهران، في مداخلة قصيرة على أنه “لا يمكن اعتبار الديمقراطية أمراً مفروغاً منه، بل يجب الدفاع عنها”.
ماري ماي سيمون، الحاكمة العامة لكندا، التي اختيرت بلادها ضيف شرف هذه الدورة من المعرض، لاقت ترحيباً حاراً بعد خطابها الذي أكدت فيها على أهمية الكتب في تحقيق السعادة. وأعادت أول حاكمة لكندا من السكان الأصليين، الحاضرين في حفل الافتتاح، إلى ظروف نشأتها بين شعب الأنويت في أقصى الشمال، حيث تعلّمت التزلج مع الكلاب، والتجديف بقوارب الكاياك، وصيد الأسماك”، وأشارت إلى أن التعددية الثقافية في كندا هي واحدة من أفضل ميزات البلاد.
وتناولت سيمون مسيرة الكُتّاب من السكان الأصليين، ودورهم في إثراء الأدب الكندي، وكيف تحسنت أوضاعهم اليوم كثيراً مقارنة بفترة الخمسينيات من القرن الماضي، لكنها أقرت بالمقابل بأهمية قيام هؤلاء الكُتّاب بتسليط الضوء على الجوانب المظلمة من تاريخ البلاد، ولا سيما إساءة معاملة أطفال السكان الأصليين في المدارس، وقالت: “هناك المزيد من الألم في هذا الموضوع، لكن الكتب تلعب دورها في المصالحة الصعبة الجارية حالياً”.