رحب مجتمع النشر الدولي بقرار مجلس الأمة الكويتي بتعديل قانون الإعلام والمطبوعات الذي كان يتطلب في السابق حصول جميع الكتب على موافقة مسبقة من لجنة خاصة قبل صدورها. وتنطبق القواعد الجديدة على الكتب المحلية والمستوردة على حد سواء، وتضع حداً لسيطرة لجنة الرقابة على الكتب الكويتية.
ورغم أن المستوردين سيظلون مطالبين بتقديم قائمة بالمؤلفين والعناوين إلى وزارة الإعلام، إلا أنه لا يتعيّن عليهم تقديم الكتب إلى لجنة الرقابة وانتظار الموافقة. فوفقًا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، يتحمل المستورد وحده المسؤولية القانونية عن الأفكار والآراء الواردة في الكتاب، ويمكن الاعتراض على نشر أي كتاب أمام المحكمة.
ولقي القرار ترحيباً من الاتحاد الدولي للناشرين ونشطاء في الكويت. وقال ﻛﺮﻳﺴﺘﻦ إﻳﻨﺎرﺳﻮن، رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد: “تهانينا للذين نجحوا في تشجيع هذا التغيير لصالح حرية النشر في دولة الكويت. هذه خطوة مهمة إلى الأمام ونأمل أن تتبعها المزيد من التغييرات الإيجابية”.
الكاتبة الكويتية ليلى العمار، التي نشرت دار هاربر كولينز في المملكة المتحدة، روايتها الأولى “الميثاق الذي صنعناه” The Pact we made، كانت من بين الكتّاب الذين رحبوا بالقرار. وغردت قائلة: “ما يعنيه القانون هو أن الحظر لن يكون الوضع الافتراضي بعد الآن… حيث يتعيّن على الشخص الذي يريد حظر كتاب أن يلجأ إلى المحكمة لإصدار حكم”.
كتبت العمار مقالاً قوياً في ArabLit في عام 2018 قدّرت فيه أن ما يقرب من 4400 كتاب تم حظرها منذ عام 2013. وقالت: “الطبيعة التعسفية للحظر واضحة للجميع”. “قواعد العشق الأربعون لأليف شفق محظورة باللغة العربية ولكن مسموح بها باللغة الإنجليزية، كما لو أنه لا يوجد كويتي يمكنه قراءة الكتب باللغة الإنجليزية. الكلمات الفردية التي وجدها الرقيب مسيئة، مثل “الثدي” أو “الفخذ” أدت إلى الحظر. تم حظر إصدار لأحد الناشرين من رواية 1984 لجورج أورويل بينما سُمح بطبعة أخرى لناشر مختلف. تم حظر الكتب والكتّاب الحائزين على جوائز، كما لو أن هذه اللجنة “ضيّقة الأفق” تعرف قيمة الأدب بشكل أفضل من لجان تحكيم الجوائز الأدبية الدولية”.
نقل موقع ArabLit هذا الشهر عن الروائي عبدالله الخنيني قوله: “ما حدث اليوم هو خطوة صغيرة جدًا في رحلة أطول بكثير”. ألمحت العمار إلى جزء من تلك الرحلة الأطول بكثير حيث سألت: “ماذا يحدث مع أكثر من 4500 كتاب تم حظرها بالفعل؟ هل تظل كذلك أم يتم رفع الحظر عنها تلقائيًا؟”.