لم يعد الكتاب يسلك طريقاً واحداً للوصول إلى يد عشاقه، فمع تطور التكنولوجيا تعددت الطرق، فإلى جانب وجوده على أرفف المكتبات العامة ومتاجر بيع الكتب، استطاع أن يقتحم أيضاً أروقة مواقع التواصل الاجتماعي، وأن يجد له مكاناً فيها، لتصبح هذه المواقع واحدة من أبرز الطرق الحديثة التي باتت مستخدمة في تسويق الكتب، والتعريف بالمؤلفين والناشرين.. بل وحتى بالقراء أنفسهم.
ورغم المساحة التي تفردها مواقع التواصل الاجتماعي، لعمليات التسويق المختلفة لمنتجات كثيرة جداً بما فيها الكتب، إلا أن المكتبات التجارية ومتاجر بيع الكتب، لا تزال تحظى بموقع الصدارة في الترويج للكتاب ليس على مستوى الإمارات العربية المتحدة فقط، وإنما على مستوى العالم أجمع، وذلك بسبب المكانة التاريخية التي تمتلكها المكتبات في هذا الشأن، باعتبارها كانت تاريخياً المنفذ الأول لبيع الكتب، إلى جانب مساهمتها في إثراء المجتمع بالمعرفة، وفتح أبواب الإبداع أمام الجميع.
وفي الإمارات لعبت المكتبات العامة منذ اللحظات الأولى لتأسيسها دوراً مهماً في الترويج للكتاب، ووضعه بين يدي القراء، وقد استكملت هذا الدور المكتبات التجارية أو الخاصة، والتي ساهمت في دعم إصدارات دور النشر المحلية والعربية والأجنبية، إلى جانب دعم الكاتب الإماراتي بشكل خاص، من خلال تسليط الضوء على إبداعاته، في ظل تنامي حركة النشر المحلية وارتفاع أعداد الكتب وكثرة الإصدارات الحديثة، وكذلك انتشار المكتبات الخاصة، والتي لعبت هي الأخرى دوراً مهماً في ذلك.
الكاتب والناشر جمال الشحي، صاحب ومؤسس دار كتّاب للنشر والتوزيع، أكد أن المكتبات ومتاجر بيع الكتب، لعبت دوراً مهماً في الترويج للكتاب. وقال: “تتميز دولة الإمارات، باحتضانها لعدد كبير من المكتبات التابعة للقطاع الخاص، والتي تعمل إلى جانب المكتبات العامة على جذب عشاق الكتب، والمبدعين على حد سواء، ولا يمكن لنا أن ننكر أهمية وطبيعة الدور الذي لعبته المكتبات التابعة للقطاع الخاص بالدولة، في عملية الترويج للكتاب وتوسيع دائرة مبيعاته، وأعتقد أن ذلك نابع من ممارستها لدورها بطريقة احترافية”. وذكر الشحي، أن العديد من المكتبات التجارية مثل المجرودي وفيرجن وكينيوكنيا، ساهمت في نشر الكتاب والتعريف بالمؤلفين. وقال: “أعتقد أن دور هذه المكتبات لم لا يقتصر على الترويج للكتاب وبيعه، وإنما تعمل أيضاً على التعريف بالكاتب الإماراتي، وهذا الأمر مهم جداً”. وأضاف: “بتقديري المكتبات أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من عملية النشر، فانتشارها الكبير في كافة أنحاء الدولة، ساهم في مساعدة الناشر على توسيع دائرة توزيع كتبه، وبالتالي إيصالها إلى أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع”.
وأكد الشحي أن طريقة عمل المكتبات في الإمارات تختلف تماماً عن نظيرها في العالم الغربي، والتي عادة ما يقتصر دورها على عرض الكتاب بصورة جيدة، وأحياناً الترويج له من خلال استضافة حفلات توقيع الكتب. وقال: “ندرك تماماً أن عملية الترويج للكتاب والكاتب، تقع بالدرجة الأولى على عاتق الناشر، والموزع وشركات التسويق، ولكن في الإمارات، نحن نجد أن كثيراً من المكتبا تحملت جزءاً من هذه المسؤولية، وهو ما ساعد بالفعل في عملية ترويج الكتاب”.