بدور القاسمي: الكتب المترجمة فرصة للكشف عن القيم التي تتشاركها النساء
أكدت بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، أن الكتب المترجمة تمثل الجسر الذي يربط المجتمعات، وهي فرصة للكشف عن القيم التي تتشاركها النساء، داعية نساء العالم إلى تقدير ما يميّزهن ويحتفين بما يمتلكنه من طاقات، ومؤكدة على حاجتهن إلى المساواة في الفرص، وليس المساواة مع الرجال في كل شيء، موجهة دعوة لكل أم وأب وولي أمر يريد أن يربي فتاة أن يجعلها تؤمن بنفسها، وتثق بطاقتها، لتصل إلى ما تطمح إليه.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمها معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب، بعنوان “المرأة بين الشرق والغرب” قدمت خلالها تجربتها الملهمة في صناعة النشر وقيادة الاتحاد، وشاركها في الجلسة التي أدارتها ماريسول سشولز، المديرة العامة لمعرض جوادالاهارا للكتاب، والكاتبة آنا ماريا للحديث عن راهن وتاريخ واقع المرأة في المكسيك وما تواجهه من تحديات.
وأوضحت بدور القاسمي أنها خلال عملها في قطاع النشر وجدت أن عدد الناشرات كان قليلاً، وحين أصبحت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين كانت المرأة الثانية التي تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد، مشيرة إلى أنها خلال العديد من الملتقيات والاجتماعات كانت هي السيدة الوحيدة بين المشاركين من ممثلي المؤسسات الثقافية ومؤسسات النشر.
واعتبرت أن ذلك الواقع هو ما دفعها إلى إطلاق “PublisHer”، التي تشكّل مجتمعاً للسيدات العاملات في قطاع النشر، وتتيح فرص تدريب ولقاءات، لتحقيق مزيد من التعاون والتضامن بين الناشرات، لدعم تجاربهن والارتقاء بمسارهن المهني.
وبينت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين أن الكثير من الثقافات والبلدان لديها تصوّر غير واقعي حول المرأة في العالم العربي، مشيرة إلى أن هذا التصور يحتاج إلى تصويب وتصحيح، مستعيدة قصة إحدى الصحفيات التي التقت فيها خلال اجتماع عقد في معرض روما للكتاب، حيث تفاجأت الصحفية أن بدور كانت السيدة الوحيدة بين المشاركين، وأنها كانت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وأول امرأة في العالم العربي تتولى هذا المنصب.
ولفتت إلى أن الحديث عن تمكين النساء لا يجب أن يكون بتسليط الضوء على الجانب المعتم من واقعهن في كل مجتمعات العالم، مؤكدة أنه من المهم تقديم النماذج المشرقة والرائدة والناجحة، وكشفت أنها خلال طفولتها كانت تستمع إلى قصص نساء بارزات ورائدات من الموروث الثقافي العربي، واليوم تدرس فكرة تقديم هذه الحكايات مترجمة إلى لغات أخرى ليعاد بناء صورة المرأة العربية لدى المجتمع العالمي.
وتحدثت بدور القاسمي، عن أهمية صناعة الكتاب في تمكين النساء بالعالم، مشيرة إلى أنها ومن خلال “مجموعة كلمات” استهدفت توفير منصة للمرأة العربية لتقدم أعمالاً تصحح من خلالها التصور غير الدقيق عن واقعها وتاريخها. واستشهدت بتجربة “مؤسسة كلمات” في توفير الكتب للأطفال اللاجئين لتحقيق المساواة في الحصول على المعرفة بين الذكور والإناث داخل المخيمات.
بدورها تناولت الكاتبة آنا ماريا واقع المرأة في المكسيك على مستوى الفرص الوظيفية، وتقدير الكفاءات، والوصول إلى المناصب القيادية، مقدمة صورة ملخصة لنظرة المجتمع المكسيكي للمرأة منذ نصف قرن، باستعادة موقف والدها حين استقبل خبر ولادتها واكتشاف أنها فتاة، حيث انطلقت من تلك الحادثة لتبيّن الحاجة إلى تصحيح المفاهيم الاجتماعية حول المرأة.
وأجمعت المشاركات في الجلسة أن أولى خطوات تجاوز النساء للتحديات التي تواجهها في سوق العمل وبين أفراد عائلتها، وحتى في المدرسة، هي أن تفصح النساء عما يزعجهن، وما يتعرضن له، ويُعلن رفضهن له.