يستضيف معرض فرانكفورت للكتاب 2019 برنامجًا للمترجمين الدوليين، بمشاركة أكثر من 35 مترجمًا في العديد من حلقات النقاش وورش العمل، وهي الفرصة التي ستتيح لهم التواصل مع الناشرين وتبادل أفضل الممارسات مع نظرائهم في أكبر معرض للكتاب في العالم.
ويشارك في البرنامج مترجمان من المنطقة العربية، هما الدكتور معتز المغاوري من مصر، الذي يترجم لصالح دار العربي للنشر والتوزيع ومكتبة الكتب خان بالقاهرة، ولبنى فؤاد، وهي أيضًا مترجمة مصرية تعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة حلوان.
وفي هذا الحوار التقى “ناشر” بالمترجم الدكتور معتز المغاوري، ليحاوره حول تحديات الترجمة ودور معرض فرانكفورت للكتاب في دعم المترجمين وتسهيل عملهم.
ما هي تحديات الترجمة من الألمانية إلى العربية؟
اللغة الألمانية شديدة التعقيد، وربما يرجع ذلك أساسًا إلى تركيبة الجمل الطويلة بطبيعتها، ولا أبالغ إن قلت أن الجملة الواحدة يمكن أن تبقى متصلة لصفحتين ونصف الصفحة، وهنا يكمن التحدي في مدى قدرة المترجم على تقسيم هذا النوع من الجمل الطويلة إلى جمل أقصر دون المساس بالمعنى الذي قصده المؤلف. هذا إلى جانب أن القراء العرب لا يعرفون الكثير عن الثقافة الألمانية بسبب الاختلاف الشاسع بين الثقافتين، وهذا لاشك يتطلب من المترجم بذل جهد كبير لتقريب الثقافة الألمانية من القراء العرب.
ما العمل الذي تعكف عليه في الوقت الراهن؟
أعمل حاليًا على ترجمة كتابين، هما “العالم في ظهرك” للكاتب الألماني توماس ميلي، الذي ستنشره “الكتب خان” للنشر والتوزيع، وقد سبق ترشيحه لجائزة الكتاب الألماني لعام 2016. والكتاب الآخر هو رواية “42 درجة مئوية” للكاتبة السويسرية فيولا رونر، والتي ستنشرها دار العربي للنشر والتوزيع في القاهرة.
ما هي المجالات الرئيسية التي تترجم إليها؟
أستمتع بالترجمة الأدبية، لكنني أترجم أعمالًا غير روائية أيضًا.
هل لك أن تخبرنا عن بعض المؤلفين الذين قمت بترجمة أعمالهم ومن هم الناشرين الذين قاموا بنشر هذه الأعمال؟
ترجمت قصة لكريستوف بيترز بعنوان “بستان النخيل”، نشرتها دار صفصافة للنشر؛ وكتاب “فصل من أدب التمرّد” للكاتبة سوزان شاندا، والذي نشرته مؤسسة هنداوي للعلوم والثقافة؛ ورواية “كرافت” للكاتب السويسرى يوناس لوشر، وقد نشرته باللغة العربية دار العربي للنشر والتوزيع.
ما هي المشكلات التي يواجهها المترجمون المصريون؟
أعتقد أن عدم الاستقرار الوظيفي يأتي أولًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالترجمة الأدبية، هذا فضلًا عن أن المقابل المادي ليس مجزيًا، ولكن يبقى أن المترجم الذي يطوّر قدراته ستكون لديه فرصة للتعامل بشكل منتظم مع بعض الناشرين المعروفين ببحثهم المتواصل عن كتب جديدة باللغة الألمانية، وإذا كنت تتمتع بسمعة طيبة كمترجم أدبي جيد، فعندئذ سيصبح الأمر أكثر سهولة، رغم أن هناك أوقات لا تتوفر بها فرص ترجمة الأعمال الأدبية على الإطلاق، وهذا هو السبب في أنها ليست وظيفة آمنة وثابتة. باختصار، لا يمكنك أن تعتمد على الترجمة وحدها كمصدر للدخل.
هل تعتقد أن عمل المترجمين يحظى بقدر كاف من التقدير؟
يمكننا أن نرى كيف أن بعض المترجمين أصبحوا نجومًا بالفعل في الآونة الأخيرة. صحيح أن ثقة القراء في الأعمال المترجمة لم تكن كبيرة في الماضي، لكن الآن عندما يرون الجهد الذي يبذله المترجمون والناشرون معًا، سيشعرون بأنهم يقرؤون نصًا مترجمًا بنفس جودة (وأحيانًا أفضل) النص الأصلي.
هل زرت معرض فرانكفورت للكتاب من قبل؟
لا، هذه أول زيارة لي إلى معرض فرانكفورت، وآمل ألا تكون الأخيرة!
ما رأيك في برنامج المترجمين بمعرض فرانكفورت للكتاب؟
البرنامج ممتع للغاية ويشكل أهمية كبيرة للمترجمين من جميع أنحاء العالم، ذلك أنه يتيح لهم فرصة زيارة معرض فرانكفورت للكتاب والتواصل عن قرب مع الناشرين والكُتاب والجهات الفاعلة في سوق الكتب الألمانية.
هل لك أن تعرفنا عن نفسك؟ من أين أنت وأين نشأت؟
عائلتي تنحدر من محافظة المنصورة في دلتا النيل. ولدت في عام 1981 في القاهرة. وتعلمت اللغة الألمانية لأول مرة كلغة أجنبية ثانية في المدرسة الثانوية. وكان لإحدى قريباتي اللاتي عشن في ألمانيا لفترة طويلة، الفضل في تعريفي بالشعب الألماني وثقافته، وهذا بدوره حفزني على دراسة اللغة الألمانية وزيارة ألمانيا.
أين درست؟
درست اللغة الألمانية وآدابها في كلية الألسن بجامعة عين شمس في القاهرة، وتخرجت فيها في عام 2002. وفي عام 2004، بدأت عملي في كلية الألسن كمدرس مساعد. وحصلت على درجة الماجستير في عام 2009، وعلى الدكتوراه في عام 2013، ومنذ ذلك الحين أعمل محاضرًا في قسم اللغة الألمانية بكلية الألسن.
بعيدًا عن الترجمة، ما هي هواياتك الأخرى؟
أحب التدريس وأستمتع به كثيرًا، ولدي شغف خاص بقراءة الكتب ولعب كرة القدم والسباحة ومشاهدة الأفلام.
من هم الكُتاب الذين تفضل القراءة لهم؟
أذكر من الكتاب العرب أحمد مراد، ونجيب محفوظ، وعلاء الأسواني، ومنصورة عز الدين، وصنع الله إبراهيم. ومن المؤلفين الذين يكتبون بالألمانية أذكر هاينريش بول، وفريدريش شيلر، وغوته، وفرانز كافكا، وفريدريش دورنمات، وجونتر غراس، ويوناس لوشير، وكريستوف بيترز، وفيولا رونر.
كم عدد اللغات التي تجيدها؟
أتحدث العربية كلغة أم، والألمانية كلغة أجنبية أولى، والإنجليزية كلغة أجنبية ثانية، وقليلاً من الإسبانية.
ما الذي يعجبك أكثر في اللغة الألمانية؟
صحيح أن اللغة الألمانية معقدة للغاية، لكنها تمتاز من ناحية أخرى بدقة الصياغة.
ما الذي يعجبك أكثر في اللغة العربية؟
اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم، وهي ثرية جداً ببلاغتها ومعانيها المُحكمة وقدرتها على التعبير.