يبدو أن العاصفة التي ثارت في أعقاب تصريحات الكاتبة كي جي رولينغ بشأن المتحولين جنسيًا لم تهدأ بعد؛ حيث أعلن أربعة كُتاب ينتمون إلى مجتمع المثليين عن مغادرة وكالة “بلير بارتنزشيب”، وهي وكيل النشر للمؤلفة، وذلك احتجاجًا على التصريحات التي وصفوها بغير المقبولة. وفي الولايات المتحدة، قرر عدد من ناشري الكتب المستقلين التوقف عن بيع كتب المؤلفة الشهيرة، فيما أعرب الكثير من نجوم أفلام هاري بوتر عن رفضهم الكامل لما أدلت به رولينغ.
واقترح الكُتاب أن تقوم الوكالة بإخضاع موظفيها لتدريب حول التعامل مع المثليين والمتحولين جنسيًا، من خلال مشروع يهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في نظرة وسائل الإعلام والناس للمتحولين جنسياً، غير أن الإدارة لم تستجب لهذه الطلبات على حد قولهم. وأضافوا: “لا بد وأن تتمخض الدعوات المنادية بدعم مجتمع المثليين ككل عن عمل هادف ومؤثر، داخليًا وعلنيًا”.
وردًا على ذلك، أصدرت وكالة النشر بيانًا قالت فيه: “ندعم حقوق جميع عملائنا في التعبير عن أفكارهم ومعتقداتهم بحرية، ذلك أن نجاح صناعة النشر والفنون الإبداعية إنما يقوم على هذه الأشياء مجتمعة، ومن واجبنا، كوكالة للنشر أن ندعم جميع عملائنا في ممارسة هذا الحق الأصيل، دون أن نقحم أنفسنا في التعليق على وجهات نظرهم الفردية”.
وأضافت: ” نقدر جميع آراء مؤلفينا، وكوكالة للنشر، نؤيد المساواة والشمولية، وما زلنا ملتزمين بجعل الوكالة منبرًا لجميع الآراء التي نعتبرها مصدر قوتنا في هذه الصناعة الإبداعية”.
وفي الولايات المتحدة، أعربت مؤسسة ليفت بانك بوكس (Left Bank Books) في سانت لويس بولاية ميسوري، والتي يملكها ويديرها أفراد من المثليين والمتحولين جنسيًا، عن شعورها بالاستياء من تصريحات رولينغ وقررت التوقف عن بيع كتبها.
من جانبه، قال جاريك ستيل، وهو أحد شركاء دار بلير للنشر: “تعليقات رولينغ العامة حول الأشخاص المتحولين جنسياً، ولا سيما النساء المتحولات جنسياً، بغيضة ومؤلمة وتنم عن جهل كبير. ليس ذلك فحسب، فهي قادرة أيضًا على نشر هذا التعصب حول العالم من خلال شهرتها الواسعة، ما يجعلها أكثر خطورة. وكشخص متحول جنسياً، أشعر بخيبة أمل وجرح وغضب شخصي. أحببت كتب رولينغ، وما زلت متعلقًا بقصصها وشخصياتها، لكنها على ما يبدو نجحت في تغيير انطباعنا عن تلك التجربة الجميلة التي عشناها معها، بأن جعلت صورتنا قبيحة في عيون الناس بتجريدنا من إنسانيتنا والانتقاص من قيمتنا”.
وفي إطار ردها على تصريحات رولينع، أعلنت الدار أنها ماضية في التخلص من جميع كتب رولينع، بما في ذلك الكتب المكتوبة باسمها المستعار “روبرت غالبريث”.
ومع أن رولينغ تعد من المناصرين لحقوق المتحولين جنسيًا إلا أنها لا تؤمن بـ”محو” مفهوم الجنس البيولوجي، وهو ما عبّرت عنه في منشور رائج لها على موقعها على الإنترنت، قالت فيه: “عندما تبقى أبواب الحمامات وغرف تبديل الملابس مفتوحة لأي رجل يعتقد أو يشعر أنه امرأة، فمن الممكن منح شهادات إثبات الجنس دون الحاجة إلى جراحة أو هرمونات، ومن ثم تفتح الأبواب أمام أي رجل يرغب في الدخول. هذه هي الحقيقة بكل بساطة”.
وأضافت: “أرفض الرضوخ لحركة أعتقد أنها تلحق ضرراً واضحاً بالنساء كفئة سياسية وبيولوجية، وتمنح غطاءً لافتراسهن من قبل البعض كما حدث سابقًا. أقف إلى جانب الشجعان من النساء والرجال، ومثيلي الجنس، والمتحولين جنسيًا، وأصحاب الميول الجنسية الطبيعية، الذين يساندون حرية التعبير والفكر، ويدعمون حقوق وسلامة بعض الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعنا مثل الأطفال المثليين، والمراهقين المهمشين، والنساء اللواتي يرغبن في الاكتفاء بمساحات الجنس الواحد”.