دفع فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” المؤلفين الهنود إلى نشر قصصهم على “تويتر” بدلاً من التوجه إلى الناشرين المشهورين أمثال بينغوين، وبلومزبيري، وجاغيرنوت.
وعلى ما يبدو فإن القراء متعطشين إلى قراءة سريعة وممتعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما ظهر جليًا عندما كتب المؤلف شيف رامداس على “تويتر” سلسلة من التغريدات حول شراء صهره لشاحنة أرز ، لتتلقى تغريداته 77 ألف إعادة تغريد و300 ألف إعجاب في غضون أيام.
وبما أنه لا يمكن عمليًا لأي شخص قراءة كتاب مكون من 500 صفحة في يوم واحد، إلا أنه يمكن لأي شخص اليوم أن يروي قصة مضحكة أو مثيرة أو رومانسية في 280 حرفًا على “تويتر”، وكل ما يحتاجه المرء هو القدرة على استخدام المفردات الساخرة والنكات المتوفرة على الإنترنت والجمل الموجزة. وبهذه الطريقة، تُصبح كل تغريدة فصلاً قصصيًا، وتُصبح كل سلسلة من التغريدات حكاية كاملة مهما بلغ طولها.
ومثلما قالت الشاعرة مورييل روكيسر: “الكون عبارة عن قصص وليس ذرات، وعندما تعيش لحظة تاريخية، يُمكن أن تساعدك القصص على تحمل العاصفة.”
ورغم تفاهة قصة شراء الأرز الذي تم بشكل خاطئ، إلا أن الطريقة الشيَّقة التي روى بها رامداس حكايته، جعلت متابعيه على “تويتر” يترقبون قراءة الأحداث التالية. وفيها يروي رامداس حكاية صهره الذي اشترى بالخطأ شاحنة كاملة مليئة بالأرز ، في محاولة منه لتجنب الخروج وشراء عبوة جديدة كل بضعة أيام. وعندما تصل الشاحنة الكبيرة إلى باب منزله، يدرك الصهر مدى الخطأ الفادح الذي ارتكبه، فالشاحنة ليست بحجم سيارة الدفع الرباعي الكبيرة فحسب، بل هي “شاحنة حقيقية”.
وعلى ما يبدو فإن عالمية شخصيات القصة جعلتها أكثر إمتاعًا، فهي تشمل الصهر المتحمس للغاية، ورئيس العمل الذي يتحدث بسلاسة، والوالد الحسن النية ولكن غير المتعاون، والأم المتسلّطة، والجار الفضولي.
في الواقع، فإن هذه السلسلة من التغريدات ليست جديدة فهي موجودة منذ فترة، إلا أن ارتفاع مستويات القلق بسبب انتشار فيروس كورونا لم يُمكن الجميع من قراءة كتب كاملة، ولكنه دفع المزيد من الأشخاص إلى كتابة القصص الخيالية على “تويتر”.
المصدر: “ذا برينت“