لماذا لا تحظى المانغا اليابانية بشعبية كبيرة في العالم العربي مقارنة بأماكن أخرى؟
تتمتع كتب المانغا اليابانية بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، حيث تأسر القراء من مختلف الثقافات واللغات. ومع ذلك، فقد ظل العالم العربي مقاوماً إلى حد ما لهذا الاتجاه العالمي، حيث لم تصل المانغا إلى نفس مستوى القبول الواسع النطاق كما هو الحال في مناطق أخرى.
ورغم وجود تجربة عربية مميّزة وناشئة في هذا المجال، والمتمثلة في شركة “مانجا العربية” التابعة للمجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، والتي انطلقت في أغسطس 2021، وأنتجت ونشرت العديد من القصص المصورة العربية واليابانية، ومن بينها مجلتان مجانيتين: “مانجا العربية للصغار” و”مانجا العربية للشباب”، إلا أن انتشار هذا الأدب مازال “خجولاً” في العالم العربي، ولكن لماذا؟
يؤكد المهتمون بهذه الكتب أن الاختلافات الثقافية تلعب دوراً مهماً في موضوع انتشار نمط أدبي معيّن. إذ غالباً ما تتميّز المانغا بموضوعات وأساليب فنية وتقنيات لسرد القصص قد لا تتوافق مع الأعراف والقيم الثقافية العربية. فعلى سبيل المثال قد يؤدي المحتوى المتعلّق بالجنس أو العنف أو الدين إلى امتناع بعض القراء عن قراءة هذه القصص أو قد تخضع الكتب ذاتها للرقابة والمنع.
كذلك، حواجز اللغة تعيق إمكانية الوصول. فرغم أن المانغا ترجمت إلى لغات مختلفة، إلا أن الترجمات العربية ظلّت محدودة من حيث الكم والنوع. وهذا يحد من وصول المانغا إلى الجماهير الناطقة بالعربية. صحيح أن التجربة السعودية الحديثة أسهمت في بدء انتشار المانغا بين الأطفال والشباب في المملكة، لكنه يظل انتشاراً محدوداً لم يتحول إلى شغف ولم يستفد منه قطاع النشر، على الأقل حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، يتمتع العالم العربي بتقاليد قوية في رواية القصص، مع تراث تاريخي وأدبي غني. وهذا قد يجعل من الصعب على المانغا، بأسلوبها البصري والسردي المميّز، اقتحام السوق. ربما لأن ملامح الشخصيات واهتماماتها بعيدة تماماً عن الثقافة العربية. ولكن، على الرغم من هذه العقبات، يمكن القول إن المانغا بدأت تجد لها مكاناً بين الشباب العربي وأخذت تكتسب شعبيتها ببطء. وفي حالة تحسين الترجمة، وجعل القصص أكثر ملائمة للثقافة العربية، فمن الممكن أن يكون للمانغا اليابانية حضور عربي أكثر أهمية في المستقبل.