التضامن بين جميع العاملين في صناعة الكتاب كان محور كلمة بدور القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، خلال افتتاح مؤتمر الموزعين الدولي، الأول من نوعه في العالم، الذي نظمته هيئة الشارقة للكتاب على مدار يومين في مقرها الرئيسي، بحضور أكثر من 385 موزعاً وناشراً وبائع كتب من 56 دولة، لمناقشة التوجهات القائمة والمستقبلية في مجال توزيع الكتب، وبحث سبل تعزيز الجهود الرامية لتطوير منظومة النشر.
وقالت بدور القاسمي في رسالة تأييد قوية لموزعي الكتب وأصحاب المكتبات في العالم: “أنتم لستم لوحدكم فيما تقدمونه من جهود كبيرة لتعزيز ثقافة القراءة، وبناء وعي المجتمعات والأفراد تجاه أهمية القراءة، فالناشرون يقفون إلى جانبكم، ويقدمون لكم كامل الدعم لاستكمال مسيرتكم للوصول إلى نتائج أكبر” مستشهدةً بالمثل الأفريقي: “لوحدنا نمضي أسرع، لكننا معاً نمضي أبعد”.
وأضافت: “أعلم أن موزعي الكتب لا يدخرون جهداً في سعيهم لإيجاد طرق إبداعية لتعزيز تفاعل القراء وإيصال الكتاب إلى متناول أيديهم، وتضاعفت تلك الجهود في ظل تحديات مواكبة احتياجات القراء وسلوكياتهم المتغيرة، بالإضافة إلى نمو استخدام الوسائل الرقمية في الحياة اليومية، فمنذ بداية الجائحة، برز دور التعاون في ضمان مرونتنا لمواجهة هذه التحديات”، مشيرةً إلى أنها ومن خلال تفاعلها مع العاملين في صناعة النشر حول العالم، لمست رغبتهم بالتعاون والتضامن مع نظرائهم.
وقبل أيام قليلة من هذا المؤتمر، جاءت نفس رسالة التضامن من ستيفان فون هولتزبرينك، الرئيس التنفيذي لمجموعة هولتزبرينك للنشر الألمانية، مالكة دار ماكميلان في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، متحدثاً في منتدى القدس الدولي للكتاب، ومشيراً إلى الحرب في أوكرانيا، ومؤكداً أن النشر مرتبط بالتضامن. و”هذا هو سبب وجودنا هنا لسنوات عديدة، حتى عندما كانت الأوقات صعبة، وكان الوضع معقداً للغاية. إنها تتعلّق بالنضال من أجل السلام”.
كما تحدث المؤلف البريطاني جوليان بارنز، الحائز على جائزة القدس، عبر الفيديو وأشار إلى محاولات الأنظمة الاستبدادية لفرض رقابة على الكتب، بحجة حماية القراء الشباب والطلاب من الصدمة. فيما ركزت الحائزة على جائزة نوبل، البولندية أولغا توكارتشوك، خلال مشاركتها في المنتدى على أهمية التضامن بين المؤلفين في الأوقات الصعبة، قائلة: “كلنا جنود الآن”.