انتقد الاتحاد الدولي للناشرين البيت الأبيض لمحاولاته منع نشر كتاب للسفير جون بولتون بعنوان “من قاعة الحدث”، والذي يتضمن وقائع شائكة حول رئاسة ترامب في الفترة التي عمل خلالها بولتون مستشاراً للأمن القومي الأمريكي. وأعرب الاتحاد عن دعمه الكامل لدار سايمون آند شوستر التي تعتزم طرح الكتاب في 23 يونيو 2020.
وقالت كريستين إينارسون، رئيس لجنة حرية النشر في الاتحاد: “إن نشر الكتاب يأتي انطلاقًا من الدور الفاعل لكل من مؤلف الكتاب السفير بولتون، ودار سيمون آند شوستر، وفي إطار العملية الديمقراطية التي تحترم حرية النشر، وتدعم إجراء حوار مستنير حول القضايا ذات الأهمية الوطنية، ومثل هذه الكتب هي التي تستحق أن تُنشر”.
من جانبه، قال خوسيه بورجينو، الأمين العام للاتحاد: “لطالما كانت الولايات المتحدة الأمريكية معقلًا لحرية التعبير، وهي حقيقة تجلّت بوضوح في الموقف القوي الذي اتخذته دار سيمون آند شوستر في مواجهة ضغوط الرئيس ترامب لمنع نشر الكتاب، لكن ما تبذله القيادات العليا للولايات المتحدة من محاولات مستميتة لإسكات مؤلف أو ناشر لهو أمر يحمل دلالات سلبية مخيفة للعالم بأسره، ويحتم علينا جميعًا أن نهب للدفاع عن حرية التعبير كلما تعرضت إلى هجوم”.
وقال آدم روثبرج، نائب مدير العلاقات المؤسسية في دار سيمون آند شوستر: “نعرب عن خالص امتناننا للدعم الذي نتلقاه من زملائنا في صناعة النشر من جميع أنحاء العالم، فحرية النشر ـ بلا قيود أو ضغوط خارجية، هي أثمن أنواع الحريات لكل ناشر، ويسرنا أن نتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين في حماية تلك الحرية، والنضال من أجل الحفاظ عليها”.
وعلى الجانب المقابل، قال مكتب المدعي العام الأمريكي، في بيانه المؤلف من 27 صفحة، إن مراجعة ما قبل النشر لكتاب بولتون لم تكتمل بعد، وأن النسخة الأولية تظل “مليئة بالمعلومات السرية” وقد تنطوي على مخالفات لاتفاقيات عدم إفشاء المعلومات.
فيما أعرب بولتون ومحاموه عن قلقهم من أن إدارة ترامب قد تستخدم عملية المراجعة “لمنع” نشر الكتاب من خلال تأخير إجراءات الموافقة على نشره. وأشارت سيمون آند شوستر إلى أن الدعوى التي رفعتها وزارة العدل لمنع جون بولتون من نشر كتابه “من قاعة الحدث”، ليست سوى أحدث حلقة في سلسلة طويلة من المحاولات التي تبذلها الإدارة للحيلولة دون نشر كتاب يحمل في طياته انتقادًا للرئيس.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها فريق ترامب القانوني مع الناشرين حول كتب تتناول فترة رئاسته، ففي يناير من العام 2018، أرسل محامو ترامب رسالة إلى شركة هنري هولت (ماكميلان) في محاولة منهم لمنع نشر كتاب مايكل وولف “نار وغضب”، ما دفع الشركة إلى إصدار بيان عبر الاتحاد الدولي للناشرين، جاء فيه: “رغم أن الدستور الأمريكي يحمي وولف وناشره، إلا أن ما يبذله الرئيس الأمريكي لمنع نشر الكتاب لهو أمر مثير للقلق بحق، ويتطلب وجود إطار قانوني قوي يكرس حرية التعبير باعتبارها إحدى ركائز الديمقراطية”.