سلطان العميمي: 4000 كلمة إسبانية أصلها عربي
أكد الشاعر والروائي سلطان العميمي، رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، أن حجم حضور المفردات العربية في اللغة الإسبانية لا يعكس تاريخ وجود العرب في الأندلس على مدار 8 قرون وحسب، وإنما يكشف حجم المشتركات الثقافية التي تجمع العرب مع الناطقين في الإسبانية وخاصةً المكسيكيين، مشيراً إلى أن للغة تأثير كبير على تجاوز الفجوة مع الآخر.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية، أقيمت ضمن فعاليات الشارقة ضيف شرف معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب 2022، تحدّث خلالها العميمي إلى جانب مويسيس غاردينيو غارسيا، وأدارها خورخي البيرتو بيريس، وتناولت تاريخ المعاجم العربية، وتطورها، والمسار التاريخي الذي تأثرت به اللغة الإسبانية باللغة العربية.
وقال العميمي: “إن علم صناعة المعاجم ظهر في الثقافة العربية بصورة مبكرة وبدأ في القرن الثامن الميلادي، وكان سابقاً لمختلف العلوم، إلا أن اللافت في هذه الصناعة هو تاريخ روادها والعاملين فيها، فالمتابع يجد أن الكثير منهم لم يكن عربياً، مثل الجوهري والأزهري، وغيرهم ممن عاشوا في البلاد العربية وعملوا في صناعة المعاجم، وهو ما يشير إلى أن الحضارة العربية ظلت تاريخياً حاضنة للكثير من الثقافات وفتحت بابها وقدمت نموذجاً حضارياً يبين أن نهضة الحضارات تأخذ شكلاً قوياً باحترام وتقدير التنوع والاختلاف”.
وأوضح العميمي أن عدد الكلمات الإسبانية التي يعود أصلها إلى اللغة العربية يبلغ 4000 كلمة، موضحاً أن هذا الكم من الكلمات يكشف أشكالاً متعددة من تأثير اللغة العربية على الإسبانية، فهناك تأثر على المستوى الصوتي، مثل ظهور حرف الخاء في اللغة الاسبانية، وهنالك تأثر يظهر على المستوى المعجمي ويبرز في الكلمات التي انتقلت مشافهة وليست كتابة، بالإضافة إلى التأثير الصرفي، والتأثير القائم في اللغة المخترعة للإنسان مثل التي يبتكرها لتدل على صوت أو حركة وتكون مرتبطة بهذه الحركتين، مثل كلمة دق أو طرق في العربية.
بدوره، أكد مويسيس غاردينيو غارسيا أنه رغم قوة حضور اللغة العربية في الإسبانية، إلا أنه اليوم يواجه الكثير من التحديات، أهمها يتجسد في صورة العرب لدى المكسيكيين التي تقدمها بصورة غير دقيقة وليست واضحة بعض وسائل الإعلام.
ولفت غارسيا إلى أن المكسيكيين بحاجة إلى التواصل الحي والمباشر مع العالم العربي مثل التفاعل الذي تقدمه إمارة الشارقة في معرض جوادالاهارا الدولي للكتاب، مؤكداً أن الحوار والتواصل مع مثقفين وأدباء وكُتّاب عرب من شأنه أن يسد الفجوة في معرفة جوهر وأصالة الثقافة العربية وراهنها اليوم.
وقال: “يقودنا الحديث عن الاختلاف في اللهجات إلى الحديث عن واقع اللغة العربية اليوم، في ظل العولمة ودخول مفردات أجنبية عليها” فالأمر يتطلّب بحثاً ودراسة لإظهار قوة المعاجم في تجاوز مجمل هذه التحديات وتأثيرها على اللغة العربية.