خلال جلسة نقاشية شاركت فيها بدور القاسمي ضمن فعاليات “باريس الدولي للكتاب
أكدت الشيخة بدور القاسمي المؤسس والمدير التنفيذي لـ”مجموعة كلمات” أهمية الأدب في فتح أفق الحوار مع ثقافات العالم، ودور الناشرين المتخصصين في نشر كتب الأطفال في بناء أجيال قادرة على استيعاب الآخر، والانفتاح على تجارب جديدة في العالم، وقالت: “إن الأدب قادر على تجاوز المسافات، ومساعدتنا على الوصول لما هو جديد ومختلف، وما مهمة ناشري كتب الأطفال إلا نشر المؤلفات التي تعزز القيم الأخلاقية في نفوس الأجيال الجديدة، وتترك فيهم أثراً إيجابياً، وتفتح أمامهم أفق المعرفة لتوسع مداركهم، وتؤكد دورهم وواجبهم تجاه الإنسانية”.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي في جلسة نقاشية أقيمت تحت عنوان “أهمية الشراكات مع الناشرين المحليين، ودورها في الوصول إلى جمهور أوسع، وتعزيز الفرص التجارية” ضمن فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب ، بمشاركة وفد كبير من الإمارات للاحتفاء بالشارقة ضيفاً مميزاً في الدورة الـ 38 للمعرض.
وتوقفت الشيخة بدور خلال الجلسة التي شارك فيها إيدويج باسكيه مديرة “غالميار جونيس”، وأدارتها الإعلامية أوليفيا سنيجي عند النتائج الاستراتيجية التي حققتها “مجموعة كلمات” مؤخراً، من خلال تعاونها مع نخبة من دور النشر العالمية ، وكان أبرزها دار (غاليمار جونيس) الفرنسية للنشر، حيث اتفق الطرفان على ترجمة 10 كتب سنوياً، من اللغة العربية إلى الفرنسية، ومثلها من الفرنسية إلى العربية.
وأكدت تأثير هذه النوع من الشراكات وانعكاسه على سوق الكتاب الإماراتي، والعالمي بالقول: “تُسهم ترجمة كتبنا وتعزيز شراكاتنا في فتح الأبواب أمامنا للوصول إلى أسواق جديدة في جميع أنحاء العالم، وتُمكننا من الوصول إلى شرائح أوسع من القراء، ما يوفر لنا فرصاً أكبر للتعاون، ويعزز دور مبادراتنا الاستراتيجية في بناء المعارف الجديدة، وتبادلها مع نظرائنا على المستوى العالمي، إذ يتمثل هدفنا في تشجيع حركة الترجمة، والتعاون مع الشركاء الدوليين، الذين يمتلكون رؤىً مماثلة لما نضعه من تطلعات، ويرغبون بالتوسع على نطاق عالمي”.
واعتبرت الشيخة بدور القاسمي، أن الترجمة واحدة من الآليات التي اثبتت فاعليتها تاريخياً على تجاوز حاجز اللغة، واقتراب الثقافات من بعضها، والوصول إلى جملة ما يطرحه العالم من معارف، وآداب عبر اللغات الوسيطة، مشيرة إلى أن مجموعة كلمات تستند على هذه الآلية في جملة ما تقوده من جهود عمل مع دور النشر العالمي، سواء من أو إلى العربية.
ولفتت إلى ما طرحته نتائج دراسة أعدتها جائزة مان بوكر العالمية، كشفت خلالها عن تنامي الطلب على الأعمال الإبداعية المترجمة، مشيرة إلى أن دور الترجمة يتضاعف لدى التعامل مع أدب الطفل، حيث يصبح ليس مجرد نقل عن لغة، بقدر ما هو توسيع أفق، وتعزيز مفاهيم حوار.
وقالت الشيخة بدور القاسمي: “تعتبر تجربة مجموعة كلمات في شراكتها مع دار غاليمار جديدة نسبياً في صناعة النشر، حيث يجري تبادل الترجمات بين الطرفين، الأمر الذي يشكل نوعاً من أشكال الدبلوماسية الناعمة، التي تساعدنا على بناء عالم مشرق، ويُشجع على تعزيز التعاون على المستوى العالمي لنقل وتبادل التراث الثقافي”.
من جهتها، تحدثّت إيدوج باسكيه، مديرة “غالميار جونيس”، عن “دور مثل هذه الشراكات في تبادل الثقافات، حيث تحتضن كل واحدة من الثقافات ما تفتقر إليها من الثقافات الجديدة من خلال الترجمة، مشيرة إلى أن “الكتب الموجّهة للأطفال تلعب دوراً هاما في هذا الاتجاه”.
وفي ردها على سؤال هل تشكل الشراكة مع الناشرين العرب استثماراً جديداً، قالت باسكيه: “هذا هدف بعيد، يحتاج إلى خطوات كثيرة، والشراكة مع “كلمات” هي بالتأكيد خطوة إلى الأمام” مشيرة إلى أن “هذه الشراكة وضعت بين أهدافها أن تكون القيمة هي الأولوية”.