أدباء عرب يتحدثون عن تحديات العيش في الغرب
تحت عنوان “كُتّاب المهجر، التحديات والصعاب” نظّم معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ41 ندوة شارك فيها كل من الروائي حبيب عبد الرب، والشاعر محمد مظلوم، والشاعر مروان علي، والقاص مازن معروف، والكاتبة سونيا بوماد، والدكتور هيلموث نيدرلي، وأدارها الكاتب والشاعر علي العامري، مدير تحرير مجلة “الناشر الأسبوعي”.
واعتبر الكاتب اليمني المقيم في فرنسا حبيب عبدالرب، أن الهجرة تطرح مجموعة أسئلة جوهرية وأنه يفضل من واقع تجربته اعتبارها تحديات أكثر من كونها صعوبات، ولخصها في إشكاليات التعامل مع اللغة والتعليم وفتح المهاجر آفاقاً لنفسه تمكنه من تغيير العلاقة مع الهوية الأولى واكتساب هوية جديدة تقوم على التفاعل مع الآخر لإثراء التجربة الذاتية.
وأكد الشاعر الكردي المقيم في ألمانيا مروان علي أن التحديات تواجه كافة المهاجرين لكن تحدي اللغة بالنسبة للكاتب يتعلّق بالكتابة وحاجته إلى متابعة ألوان الأدب باللغات الأخرى في البيئة التي يعيش فيها، وأكد أنه مع أن يكتب الأديب بلغة المكان الذي يعيش فيه، مستشهداً بما حققه بعض الأدباء العرب من نجاحات بلغات أخرى.
أما القاص الفلسطيني مازن معروف فأشار إلى أن انتقاله آيسلندا أحدث لديه في البداية صدمة وحالة من الجمود بالكتابة لاعتياده على ديناميكية الحياة السابقة في بيروت، كما وجد أن الأدباء في آيسلندا غير معتادين على وجود كُتّاب من ثقافات ولغات أخرى، إضافة إلى أن عدد الكُتّاب في آيسلندا بالآلاف، ما يجعل الأديب العربي المهاجر إلى ذلك البلد يتعرض لقدر من التهميش وعدم إشراكه في الفعاليات والأنشطة الثقافية.
وركز الشاعر العراقي محمد مظلوم على محنة النفي التي تعرض لها كثير من أدباء العراق، وخاصة أولئك الذين ظلوا يكتبون في المنافي القسرية بأسماء مستعارة وينشرون بها دون أن يعرف أحد أسماءهم الحقيقية، حتى بعد وفاة بعضهم ظلت مقالاتهم ونصوصهم في المجلات مجهولة وتحمل تلك الأسماء المستعارة، وختم مشاركته بالقول: “إن المنفى يبقى مصيراً حتمياً ودائماً لمن ظلوا يعيشون فيه لفترة طويلة حتى أصبح وطناً لهم ولعائلاتهم”.
واعتبرت الكاتبة اللبنانية المقيمة في النمسا سونيا بوماد أن احتضان الشارقة لعدد من كتاب المهجر يمنحهم شعور الطيور المهاجرة بالعودة إلى الوطن، لأن ما يطلبه الأدباء في المهجر هو الاحتضان العربي، والشارقة حققت لهم ذلك.
وتحدّث الدكتور هيلموث نيدرلي، رئيس نادي القلم النمساوي، عن معاناة الأدباء المهاجرين من صعوبات التكيّف والبحث عن فرص لنشر إبداعاتهم في مجتمعات لا يتحدث فيها أحد بلغتهم، ناهيك عن الكتابة عن موضوعات قد تحتل أهمية بالنسبة للمهاجر لكنها بالنسبة للناشر الغربي ليست ذات أولوية، وأن هذه الإشكالية قد تواجه أحياناً حتى بعض الأدباء في الغرب عندما يتناولون موضوعات غير منتشرة.