صدرت مؤخراً عن دار المتنبي في المملكة العربية السعودية الترجمة العربية لرواية “الأب سيرجي” لليف تولستوي، التي ترجمها عن اللغة الروسية الكاتب والمترجم المصري أحمد صلاح الدين، وتكمن أهميتها في أنها تشكل استمراراً لنهج الكاتب والروائي الروسي الكبير في عداء الكنيسة، رغم تعمقه في القراءات الدينية، حيث لم تقبل الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا آراءه وأبعدته عنها وأعلنت حرمانه من رعايتها.
وتتناول رواية “الأب سيرجي” فجيعة الأمير الشاب ستيبان كاساتسكي عشية زفافه إلى الكونتيسة ماري كوروتكوفا القريبة من البلاط الإمبراطوري الروسي، في القرن التاسع عشر، ففي ذلك اليوم تعترف له ماري بأنها على علاقة غرامية مع القيصر نيكولاس الأول، ما يؤدي إلى إصابته بصدمة قاسية يقرر على أثرها الخلاص من عالمه الذي ألفه، ويحظى فيه بتقدير ومستقبل كبير، فضلاً عن مكانته وقربه من البلاط القيصري، فيلجأ إلى دير بعيد.
وتكمن مأساة بطلها الذي قضى أعواماً في الدير، في حياة العزلة، هي أنه اكتشف أن عمله الشاق المرهق يمثل ضرورة لأمراء الكنيسة، فهو ليس أكثر من “وسيلة لجذب الزوار والمتبرعين إلى الدير”، وهو ما يجعل قداسته بعيدة تماماً عن استهداف تحسين حياة الناس وجعلها أفضل، وأن مسألة هجر الإنسان للعالم الخارجي وانعزاله وحرمانه من متع الدنيا محض خداع، مؤكداً أن الدين الحقيقي هو التسامح، والتضحية، وعدم مقاومة الشر بالعنف.