اكتشف علماء من المركز الوطني للمخطوطات والكتب النادرة في كازاخستان مقتنيات لا تقدر بثمن تمتد على مدى ثلاثة قرون، وذلك في منطقة كيزيلوردا الواقعة جنوب البلاد، ومن أبرزها كتاب “ديوان حكمت” لأحمد ياساوي، الفيلسوف والشاعر الذي أسس المدرسة الصوفية في مختلف أنحاء آسيا الوسطى، وترجع هذه الطبعة إلى عامي 1904 و1912 ونشرتها دار كازان المرموقة.
بالإضافة إلى ذلك، عثرت البعثة على أعمال مهمة مثل نسخ القرآن الكريم المكتوبة بالتركية، وكتاب “جامع الرموز” لشمس الدين محمد الخرساني القهستاني الذي نُشر في مصر بين عامي 1909 و1910، والمجلد السادس من “شرح كنز الدقاق” من عام 1898، وهو أحد الكتب الشهيرة في الفقه الحنفي وألفه الإمام أبو البركات حافظ الدين النسفيّ، إلى جانب رسالة عن الصوفية بعنوان “نور العاشقين”.
ولسوء الحظ، تعرّضت حالة هذه المخطوطات النفيسة للخطر بسبب سوء تخزينها في الصناديق من قبل السكان المحليين. ولذلك سارع متخصصو الترميم إلى تعقيمها وتنظيفها في مختبر الحفاظ على الترميم لمعالجة هذه المشكلات. وبعد هذه الخطوات الحاسمة، ستبدأ إجراءات الترميم الدقيقة، إلى جانب طباعة نسخ مطابقة للأصل لحماية هذه الكنوز الثقافية للأجيال القادمة.
وبالنظر إلى المستقبل، أكد الباحثون في المركز على وجود خطط طموحة لتوسيع نطاق عملهم ليشمل المخطوطات التراثية الموجودة في مجموعات خاصة. وقام فريق البعثة أيضاً بزيارات إلى المكتبات الحكومية والمتاحف ومؤسسات الأرشيف لإثراء أبحاثهم وتعميق فهمهم للمخطوطات التي عثروا عليها مؤخراً.