تشهد العاصمة الألمانية برلين ازدهاراً في مجال نشر القصص المصورة للكبار، بعدما كانت لفترة طويلة حكراً للأطفال. ووفق الخبراء، لا تتخطى السوق الألمانية حالياً عُشر حجم السوق الفرنسية، والتي تعد الأهم والأكبر في مجال القصص المصورة بالقارة الأوروبية، ولكنها رغم ذلك تبشر بمستقبل مشرق، مع ارتفاع الطلب على هذه القصص من قبل الفئة العمرية من 25 إلى 80 عاماً.
وقبل العقد الماضي، كان إصدار القصص المصورة في ألمانيا، يقتصر على مجموعة معينة من الكتّاب. ولكن سقوط جدار برلين أتاح مجيء مجموعة من الفنانين من ألمانيا الشرقية، وكذلك من شرق أوروبا، وخصوصاً من بولندا، ورومانيا، وأوكرانيا، ودول البلقان، إلى برلين للاستقرار والعمل وممارسة هواياتهم في رسم القصص، وخصوصاً تلك التي تحمل مضامين سياسية ساخرة.
وترافق هذا الازدهار مع تأسيس دور نشر عدة في برلين، بينها: “ريبروداكت” في عام 1991، و”أفانت فيرلاغ” في 2001، و”يايا فيرلاغ” في 2011. كما بدأت دار النشر السويسرية الشهيرة “أيديسيون مودرن” بإصدار ترجمات ألمانية لقصص مصورة أجنبية من بلدان عدة، بينها فرنسا والولايات المتحدة. ومنذ عام 2005، بات عدد أكبر من دور النشر الألمانية مستعداً لنشر القصص المصورة المحلية على حساب القصص المستوردة والمترجمة إلى الألمانية.