استضافت ندوة الاتحاد الدولي للناشرين الثانية حول النشر الأفريقي، التي عقدت يومي 14 و15 يونيو 2019 في العاصمة الكينية نيروبي، الكاتب والناشط الكيني نغوغي وا ثيونغو الذي برز نجمًا في حفل الافتتاح بابتسامته المليئة بالحيوية، وخصلات لحيته المتموجة، ورقصاته المبهجة التي لا يزال قادرًا على القيام بها رغم تجاوزه الـ81 عامًا. وتناول نغوغي في كلمته أمام الحضور مسألة الاستعمار وأهمية لغات السكان الأصليين، وتخلل الحفل بعض الفقرات الغنائية الرائعة لعدد من الفنانين.
وحصلت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، نائب رئيس الاتحاد، على نسخة موقعة من أحد كتب نغوغي، فيما تعتزم دار “كلمات” التي أسستها الشيخة بدور في دولة الإمارات العربية المتحدة إبرام اتفاق لنشر أعمال نغوغي باللغة العربية.
ويُعد نغوغي، الذي يمارس الكتابة منذ أكثر من 60 عامًا، واحدًا من أبرز الأسماء التي عادةً ما تبرز ضمن المنافسين على جائزة نوبل للآداب، وحظي على مدار العقود الثلاثة الماضية بمكانة مرموقة في الأدب الأفريقي. وتناول نغوغي في كلمته الجهود التي بذلتها دار هاينمان أفريقيا للنشر في الستينيات، لكنه أثار أيضًا نقاطًا مهمة حول تأثير الاستعمار في أفريقيا، حيث أشار إلى أنه على الرغم مما بذلته سلسلة هاينمان لجعل أسماء مثل الروائي تشينوا أتشيبي معروفة في جميع أنحاء العالم، إلا أن الكثير من الناس في أفريقيا لم يتح لهم التعرف على تلك الأعمال بسبب اقتصار النشر على اللغة الإنجليزية دون اللغات المحلية.
وقال نغوغي: “ربما نال هؤلاء الكتاب شهرة حول العالم، لكن أيًا منهم لم يكن معروفًا في القارة الأفريقية، وهو ما دعاني إلى الكتابة مرارًا حول أهمية تحرير العقل. قيل لنا في ذلك الوقت إن الأمة تحتاج إلى لغة أوروبية، وقد كانت رسالتهم واضحة في هذا الصدد، وهي أن اللغات الأفريقية تمزق الأمة، في حين أن اللغات الأوروبية هي وحدها القادرة على توحيد صفوف الأمة، مدعين أنه من خلال اللغات الأوروبية يمكن للمرء أن يسهم في إزدهار العولمة، وهو ما لا يتوفر في اللغات الأفريقية التي تقتصر على أقليات معينة”.
وأشار نغوغي في كلمته أيضًا إلى بحث أجرته مؤسسة دبي العطاء يبرز أهمية التدريس باللغة الأم، وأثنى كذلك على جهود الحكومة الكينية لإعادة إدخال اللغات الأفريقية في المناهج الدراسية.